حذّر الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإٍسرائيلية غيورا آيلاند تل أبيب من الوقوع في الفخ اللبناني مجدداً كما حصل خلال تموز العام 2006، داعياً إلى استهدف "دولة لبنان" إذا ما اندلعت حرب جديدة، بحجة أنّ "حزب الله" والحكومة اللبنانية وجهان لعملة واحدة.


آيلاند الذي استند في تقريره إلى خطاب الرئيس ميشال عون الأخير، توقّع أن يؤدي استهداف إسرائيل كامل الأراضي اللبنانية إلى إطلاق صرخة في المجتمع الدولي تفضي إلى إعلان وقف لإطلاق النار بعد 3 أيام فقط وليس 33 كما حصل في العام 2006، مشدّداً على ضرورة انطلاق الحرب الديبلوماسية قبل هذه الحرب وليس خلالها، في أعقاب التقارب الذي "رصده" بين خطاب عون وأمين عام "حزب الله" السيّد حسن نصرالله مؤخراً.

بدوره، تطرّق الكاتب في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هاريل إلى تأثيرات التدخل الروسي في سوريا على احتمالات اندلاع حرب بين لبنان وإسرائيل، انطلاقاً من دور قائد القوات الروسية في سوريا الجنرال ألكسندر زورافليف الذي يقرّر مع الرئيس فلاديمير بوتين تحرّكات "تحالف الأسد"، منذ تسلمه منصبه في تموز.

هاريل أكّد في تقريره أنّ روسيا تخطّت إيران في سوريا وأصبحت القوة التي تملي على "تحالف الأسد" تحركاته، أي الجيش السوري و"حزب الله" والمقاتلين الإيرانيين، لافتاً إلى أنّ موسكو والرئيس السوري بشار الأسد يعملان حالياً على توسيع نطاق سيطرتهما في الأراضي السورية.

على مستوى الإدارة الأميركية الجديدة، استبعد الكاتب نجاح مساعيها الهادفة إلى دق اسفين بين روسيا وإيران في سوريا، كما وكشف أنّ نقاشاً حامياً يدور في طهران حول دعم عمليات "حزب الله" مالياً، إذ يعارض المحافظون والحرس الثوري رغبة الرئيس حسن روحاني في تحويل جزء من هذه الأموال إلى الداخل الإيراني.

هاريل الذي شدّد على أنّ الخلافات الإيرانية هذه تبرز أهمية روسيا في "تحالف الأسد"، لفت إلى أنّ مسؤولين دفاعيين يناقشون في إسرائيل أضرار هذا التطوّر. في هذا السياق، أشار إلى أنّ البعض يتخوّف من تعاظم نفوذ روسيا ومن زيادة تنسيقها مع الولايات المتحدة ومن اتفاق هاتين القوتين على تقاسم النفوذ، ما من شأنه أن يخدم "حزب الله" وإيران في سوريا وأن يتيح لطهران إمكانية الاحتفاظ بنقطة استراتيجية في الجولان السوري بعد بسط الأسد سيطرته عليه.

في المقابل، أوضح الكاتب أنّ آخرين يرون أنّ نفوذ روسيا قادر على أن يعود بالنفع على إسرائيل، بحجة أنّ خطر اندلاع حرب في شمالها مرتبط بإبرام "تفاهمات مشتركة"، مذكّراً بحادثة اغتيال القيادي في "حزب الله" جهاد مغنية في العام 2015 التي لم تشتعل حرب بين الحزب وإسرائيل من بعدها.

في هذا الصدد، أوضح الكاتب أنّه عادةً ما يكون "حزب الله" وإسرائيل "على بعد خطأين" من اندلاع حرب، مشيراً إلى أنّ روسيا أصبحت بمثابة وسيط بين الطرفين، فليس لها مصلحة في اندلاع حرب بينهما.

وعلى الرغم من تطرّق هاريل إلى التنسيق العسكري الشديد الفاعلية بين موسكو وتل أبيب، ألمح إلى أنّ قادة إسرائيلين يتخوّفون من أن يحدّ النفوذ الروسي من حرية الطيران الحربي الإسرائيلي في جنوب لبنان، موضحاً أنّ المناطق التي تستهدفها الغارات الإسرائيلة مؤخراً تقع ضمن نطاق الرادار الروسي.

ختاماً، تناول الكاتب سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في سوريا التي ركزّت على قتال "داعش" بدلاً من العمل على تنحية الأسد، خالصاً إلى أنّ تراجع دور واشنطن في منطقة الشرق الأوسط يعود إلى توسع النفوذ الروسي فيها.

( "لبنان 24" - Ynet - Haaretz)