في الثامن والعشرين من حزيران عام 2016، اقدم زوج السيدة "جمال. ب." وهو المعاون في قوى الامن الداخلي "محمد. ش." باختطاف ولديهما زينب (9 سنوات)، وعلي الهادي (8 سنوات) بقوة السلاح من منزلهم الكائن في بلدة علي النهري في البقاع الاوسط. ومنذ ذلك التاريخ تحاول الوالدة رؤية ولديها ولكن من دون جدوى، ومع كل محاولة، تتعرض جمال للتهديد بالقتل، وفق ما أفاد مراسل "لبنان 24" في البقاع.

وتروي جمال لموقع "لبنان 24" عن التجربة المرّة التي عاشتها طيلة فترة زواجها من محمد، وما لا تنساه عيناها هو لحظة اختطاف زينب وعلي الهادي تحت ضغط السلاح ورشقات الشتائم والاهانات. فطبع في ذاكرتها لحظة الفراق التي عرّضت علي الهادي للتبول اللاارادي، اما زينب فكان صراخها يعلو ويعلو كلما ابتعدت السيارة عن عيوني.

وتضيف جمال:" بدأت القصة عندما اكتشفت خيانة زوجي مع امرأة مطلقة منذ 23 عاما ولديها اربعة اولاد وما لا يزيد عن 4 احفاد. وبعدما تخلت عن تربية اطفالها بحجة زواج زوجها، عادت الى منزل ذويها، فاقدمت على عقد قرانها ضمن علاقات شرعية كما يدعون، واخيرا وصل الدور الى زوجي، وتطورت العلاقة على مرأى من طفلي وفي منزلي الخاص الذي اقيم فيه بالقرب من منزل والدي. وبعد المعاملة السيئة والتعرض لي بالضرب والتعنيف والتهديد والوعيد، قرر زوجي ان ينقلنا الى منزل آخر استأجره في البلدة ولكن لسوء الحظ لم انتقل للعيش فيه بسبب طرد صاحب الملك لزوجي بعدما ضبطه يدخل اليه اشخاصا آخرين مجهولين".

وتتابع جمال: "لقد تدخل وسطاء كثيرون فيما بيننا، لكن الامور كانت تسير من سيئ الى اسوأ، وكان بعض الوجهاء قد اخذوا على عاتقهم التوسط مع زوجي لرؤية طفلي اقله يومين في الاسبوع لكنني لم أراهما منذ لحظة اختطافهما في حزيران 2016، ولم اتواصل معهما منذ ذلك الحين او بالأحرى لم يسمح لي بذلك، وعندما احاول اهدد بالسلاح والكلام الجارح".

وتسرد جمال بأنه ذات يوم قصدت ايضا مدرسة طفليها بغية رؤيتهما في بعلبك، لكنها تفاجأت برد فعل الادارة بمنعها من ذلك، كما وتم اعلامها بأنه يمنع الاتصال بالمدرسة حتى اشعار آخر، تنفيذا لرغبة الوالد.

وكانت جمال فد تقدمت منذ تموز الفائت بدعوى يحق لها فيها رؤية ولديها، حيث ان الشرع ينص على حقها برؤية الطفلين ان كانت مطلقة ام لا. علما ان زوج جمال كان قد طلقها عند رجل دين غير معروف وليس من الجنسية اللبنانية، وبشكل غيابي وبوجود شاهدين غير معروفين والتاريخ غير معلوم بالنسبة للمحكمة الشرعية. كما ان جمال ترفض تثبيت الطلاق في المحكمة مقابل معرفة مصير ولديها ورؤيتهما، بعد ان مضى على اختطافهما مدة ثمانية اشهر.

وتشكو جمال من المماطلة ببت ملفها، واخفاء ملفها في المحكمة الشرعية منذ شهر آب وحتى الـ 22 من كانون الاول 2016، حيث عثر عليه المحامي الموكل بقضيتها، فكان يقال لها، تارة نقل ملفك الى بيروت، وتارة اخرى "لقد ضاع في البريد".

وتتساءل جمال ان كان طلب رؤية ولديها قد طال ليصل ثمانية اشهر للبت به، فكم بالحري سيستغرق وقت هذا الملف للحصول على الحضانة.

وتكمل جمال:" انا كنت المعيلة لولدي، وزوجي لم يقدم لي ولا فلسا واحدا طيلة مدة زواجنا بل على العكس كان يتقاضى ايجار منزلي. كما واقدم على نقل جميع الادوات الكهربائية ورمى اغراضي واغراض اولادي خارجا. وهو لم يكتف بذلك بل على العكس قام باطلاق الاشاعات بأنني مصابة بالسرطان".

وتطالب جمال ان كان هناك من عدل في محاكمنا الشرعية بضرورة الاسراع والبت بحقها برؤية ولديها اللذان يقيمان اقامة جبرية وغير مستقرة بعد ان انتقلا للعيش في ثلاثة بيوت بعد اختطافهما آخرها في دورس بعد فلاوى وعين بورضاي في بعلبك.

وتؤكد جمال بأن الطفلين يزوران بلدة علي النهري باستمرار اي عند اهل زوجة والدهما ولكنه لا يحق لهما رؤية والدتهما، وما يعذبها اكثر هو ايهام الطفلين بأنها تخلت عنهما وانها لا تريد رؤيتهما.

أما آخر فصول المحكمة الجعفرية في بعلبك، فكان عندما استلم القاضي مهدي اليحفوفي الملف يدا بيد وحدد موعدا للجلسة في 2 شباط الحالي، لكن الزوج لم يحضر علما انه كان قد بلّغ رسميا ولم يصدر القاضي قراره بموضوع "رؤية الاطفال" كونه لم يسمع افادة الطرف الآخر أي الزوج.

وبعد أن اوصدت جميع الابواب في وجه جمال، قررت أن تناشد سماحة السيد حسن نصرالله والقيمين على المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بضرورة البت بقضيتها والكف عن المماطلة بها رحمة بصحة طفليها.

وتختم جمال بأن الاستشارات التي طلبتها من جميع رجال الدين في قضيتها كانت تنصحها بالمطالبة بحقوقها المادية، لكنها قررت أن تتخلى عنها مقابل رؤية طفليها.