كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنّ إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب تجري محادثات مع عدد من حلفاء واشنطن العرب لتشكيل تحالف ضد إيران سيتبادل معلومات استخباراتية مع إسرائيل، من دون أن تكون جزءاً منه، لافتةً إلى أنّ الولايات المتحدة ستؤمن له دعماً استخباراتياً وعسكرياً يتخطى الذي توفره للتحالف العربي الذي يحارب الحوثيين في اليمن بقيادة السعودية.


في تقريرها، نقلت الصحيفة عن 5 مسؤولين عرب قولهم إنّ التحالف سيضم السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، مشيرةً إلى إمكانية مشاركة بلدان عربية أخرى فيه، وموضحةً أنّ الدول المذكورة ستخضع لبند دفاعي شبيه بذلك المطبّق في إطار حلف "شمال الأطلسي" أو "الناتو"، والذي يعتبر بموجبه الهجوم على عضو واحد هجوماً على الأعضاء كلّها.

الصحيفة التي وصفت المرحلة التي بلغتها هذه المحادثات بغير الواضحة، نقلت عن ديبلوماسي عربي قوله إنّ الإدارة الأميركية تطرح على البعثات الديبلوماسية العربية في واشنطن المشاركة في هذه القوة التي تضم "مكوناً" إسرائيلياً وتأكيده أنّ دور تل أبيب سيقتصر على تزويد المعلومات الاستخباراتية وتحديد الأهداف.

من جهتهم، أوضح المسؤولون أنّ السعودية والإمارات بصدد تقديم مطالبهما مقابل تعاونهما مع إسرائيل، ملمحين إلى أنّهما تريدان تراجع الولايات المتحدة عن قانون "جاستا" الذي يتيح لأهالي ضحايا اعتداء "11 أيلول" محاكمتهما وإلى أنّ مسؤولي إدارة ترامب وعدوا بممارسة الضغط على الكونغرس بهدف تعديله.

إلى ذلك، كشفت الصحيفة أنّ الديبلوماسيين العرب في واشنطن بدأوا هذه المحادثات مع وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي الجنرال المتقاعد مايكل فلين قبل استقالته، حيث كان من المفترض أن تتم مناقشة هذه الخطة خلال زيارته المزمعة إلى الشرق الأوسط الشهر الحالي.

في هذا الإطار، لفتت الصحيفة إلى أنّ فلين دعا الحكومة الأميركية في حزيران 2015 إلى تشكيل كيان وإطار عمل عربي شبيه بـ"الناتو" ودعمه، وذلك في سبيل مواجهة إيران والمجموعات المتطرّفة مثل "داعش".

وفيما أشارت الصحيفة إلى أنّ ديبلوماسياً اعتبر أنّ احتمال تصنيف "الإخوان المسلمين" جماعة إرهابية طُرح مؤخراً لاجتذاب مصر وحثّها على الانضمام إلى التحالف الجديد، أوضحت أنّ إدارة ترامب عرضت على القاهرة استضافة القوة مشتركة على الرغم من أنّ الرياض أبدت استعدادها لذلك، ناقلةً عن مسؤول استبعاده سهولة تشكيل التحالف، في ظل فشل اقتراح مماثل في العام 2015. في السياق نفسه، توقع المسؤولون أن يكون اختبار التحالف الجديد الذي سينبثق عن التحالف العربي الأوّل في اليمن، حيث ستعزز الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية وتؤمن أمن البحر الأحمر.

ختاماً، خلصت الصحيفة إلى أنّ الديبلوماسيين العرب أخبروا الإدارة الأميركية بنيّتهم التعاون بعلانية أكبر مع إسرائيل، إذا توقفت عن توسيع مستوطناتها في الضفة الغربية والقدس، وشدّدوا على أنّ تعاونهم مناط بتراجع إدارة ترامب عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

 

 

 

("لبنان 24" - WSJ)