مما لا شك فيه أن الشيخ أحمد الأسير إنسان طائفي بإمتياز, محرض على الفتنة من شمال لبنان لجنوبه, وما بينهما محطات الدعوة للتسلح بوجه بعض الشيعة في لبنان من منطلق مذهبي بغيض, يكمن في طياته حقد منذ آلاف السنين, ولكن كيف يمكن له أن يشكل قدوة تصلح أن تأخذ بعين الإعتبار.

في الإسلام الكثير من الأحاديث الدينية التي تحرم الكذب, وتضعه في اولى مراتب المحرمات, من هذه الناحية الشيخ أحمد الأسير هو إنسان صادق بإمتياز, لناحية معاداته لبعض الشيعة في العلن ورغبته في القتال ضدهم, في حين لا نجد هذا الصدق الواضح من قبل معظم الأفرقاء السياسيين في لبنان أمام الناس جميعاً من دون الغوص في النوايا المخفية والمبيتة الى حين, وإن كانت للسياسة متطلباتها التي تحتم على السياسيين كتمان بعض الأمور وإظهار آخرى لكن حدود هذا الموضوع يجب أن يتوقف عند المصلحة العليا للوطن مهما كانت الظروف.

المتتبع لخطابات قيادة حزب الله وتيار المستقبل, يلتمس الكلام حول عدم الإنجرار وراء الفتنة ووحدة الصف الإسلامي السني الشيعي وكل الكلام المعسول حول الوحدة الوطنية, هنا نسأل السؤال كيف تتجسد هذه الدعوات من أجل الوحدة ورص الصف وحماية البلد من الفتن؟, أين هي النشاطات المشتركة التي يقوم بها الطرفين وأين هي الندوات التي تساهم في تخفيف وتيرة الحقن المذهبي والطائفي وأين هو الحوار الجدي  بين أبناء الإسلام؟

من يدرك جيداً الواقع على الأرض, يعلم ما يحضره الطرفين لبعضهم البعض من أفخاخ طائفية, والتهيئة للحرب الداخلية عبر الخلايا النائمة والجاهزة في كل المناطق بإنتظار الشرارة التي قد تنطلق في أي لحظة وقد لا يبقى مجال وقتها للتهدئة والحلول فتسود لغة السلاح والدمار والقتل وتجرف معها البلد  نحو المجهول, ومن هنا الدعوة الجدية لمصارحة الشعب اللبناني, وأخذ الصراحة كالتي يتحلى بها الأسير, والتوجه عبرها لتوضيح النوايا, من خلال القيام بالأعمال التي تساهم في بناء الإنسان والشخصية الوطنية التي تحب جميع أبناء الوطن من دون التفرقة و أيضا القيام بكل ما يشكل منبر للوحدة ونبذ التعصب والخلافات التي لا تصب في مصلحة الوطن والشعب اللبناني, وإلا جاز عليهم قول النبي محمد (ص) "إياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار".