اعتقلت أجهزة المخابرات الإيرانية ناشطا سياسيا بارزا، هاجم الثورة الإيرانية وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة لـ"عربي21".
 
والناشط السياسي المعتقل مهدي خزعلي نجل لمرجع إيراني شهير مقرب من مرشد الثورة علي خامنئي.
 
وقالت المصادر ذاتها، إن عناصر المخابرات الإيرانية اعتقلت خزعلي أثناء تواجده في مكتبه في دار نشر خاصة معروفة باسم "انتشارات حيّان" في العاصمة طهران.
 
وأضافت المصادر لـ"عربي21"، نقلا عن مرافقين لخزعلي، أنه هدد عناصر جهاز المخابرات الإيرانية التي تسمى بجهاز "الاطلاعات" أثناء اعتقاله بالإضراب عن الطعام، منذ اللحظات الأولى من اعتقاله.
 
وأكدت عائلة خزعلي اعتقاله على يد المخابرات الإيرانية، وأفادت بنقله إلى عنبر 350 في سجن "أفين" الخاص بالنشطاء السياسيين الإيرانيين، الذي يدار من قبل الحرس الثوري الإيراني.
 
وشددت المصادر على أن سبب اعتقال خزعلي يعود لمطالبته الشعب الإيراني بعدم الخروج في ذكرى انتصار الثورة الإيرانية.
 
واعتبر خزعلي أن الثورة الإيرانية "لم تحقق مطالب الشعب الإيراني، ولا يوجد أي مبرر بأن يؤيدها من خلال خروجه في مسيرات "22 بهمن". 
 
وقال: "يجب أن يجلس الإيرانيون في بيوتهم، لإيصال رسالة واضحة للنظام الحاكم، بأنهم غير مؤيدين لسياسة هذا النظام الذي سلب حقوقهم، باسم الثورة الإيرانية".
 
ويرى النظام الإيراني خروج الشارع الإيراني في عموم البلاد في ذكرى "انتصار الثورة الإيرانية" بمثابة "تجديد البيعة للثورة، وللمرشد الأعلى للثورة علي خامنئي". 
 
ويصنف النظام في إيران من يطالب بعدم الخروج للشارع في هذه الذكرى "معاديا لإيران ومرشدها وثورتها". 
 
والمفارقة، أن خزعلي ينتمي لعائلة كانت من ضمن مؤسسي النظام الإيراني، مثل والده الذي يعد المرجع الشيعي المقرب من خامنئي.
 
ويعدّ خزعلي أيضا من أشد منتقدي الجنرال سليماني والتدخل العسكري الإيراني في سوريا، ويرى أن إيران والحرس الثوري من ضمن المشاركين بارتكاب جرائم حرب هناك.
 
ودعا خزعلي سليماني وقواته العسكرية إلى الخروج من سوريا، وعدم دعم بشار الأسد، وإلى ترك الأمر للشعب السوري بتقرير مصير بلاده.
 
يشار إلى أن "عربي21" نشرت في وقت سابق تقريرا شاملا عن موقف خزعلي من سليماني، وأحداث الثورة السورية، إذ دعا سليماني لمناظرة تلفزيونية أمام الشعب الإيراني حول سياسات إيران الخاطئة في سوريا.
وكان خزعلي اتهم في الأسابيع الماضية النظام الإيراني بقتل علي أكبر هاشمي رفسنجاني، ووصفه بالشهيد، خلال محاضرة قدمها في قاعة "سراي قلم"، التي كان يشرح فيها الأسباب التي تدعو إلى التشكيك برواية النظام الإيراني، وتأكيده على مقتل رفسنجاني.
 
ويعتقد مراقبون للشأن الإيراني بأن موقف خزعلي أربك الدوائر الأمنية في قوات الحرس الثوري الإيراني، لأنه يعد من أكثر الشخصيات الإيرانية القريبة من دوائر النظام السياسي في البلاد، كما أنه مرتبط بقيادات التيار الإصلاحي.
 
محمد مجيد الأحوازي