نشرت مجلّة "ذا أتلانتيك" الأميركية تقريرًا كشفت فيه أرقام الإرهابيين الذين قدموا إلى الولايات المتحدة الأميركية كسيّاح أو مهاجرين، وبحسب الأعداد يتبيّن أنّ معظم الدول التي حظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب السفر منها، لم ترسل إرهابيين كغيرها، كما كان لافتًا أنّه لم يلقَ القبض على أي سوري أو ليبي في جرائم إرهابية خلال الـ40 عامًا الماضية.

رودي جولياني، رئيس بلدية نيويورك السابق والحليف الوفي للرئيس الأميركي المنتخب، أوضح لـ"فوكس نيوز" أنّ قرار ترامب بحظر السفر عن سبع دول ذات الغالبية المسلمة (إيران، العراق، ليبيا، الصومال، السودان، سوريا واليمن) ارتكز الى تقدير الخطر أكثر من الدين. لكنّ سياسة ترامب الجديدة بحسب المجلّة ليس لها قواعد واقعيّة، فالبيانات المتوفرة حول الإرهاب في الولايات المتحدة تكشف أنّ التهديدات تأتي الى حد كبير من أماكن غير هذه الدول.

ولفتت المجلّة إلى أنّ ترامب في قراره استند الى سيطرة تنظيم "الدولة الإسلاميّة" على أراضٍ في سوريا والعراق وليبيا في الوقت الذي يتمتع تنظيم "القاعدة" بتواجد كبير في اليمن و"حركة الشباب" في الصومال، كما اتهمت وزارة الخارجية الأميركية الحكومات في إيران، السودان وسوريا بدعم الإرهاب الدولي.

وكشفت المجلّة أنّ الإدارة الأميركيّة الحاليّة إختارت دولاً لتمنع مواطنيها من السفر الى واشنطن، إستنادًا إلى إعلان كانت أعدّته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما والكونغرس، ويفيد بأنّ من يزور هذه الدول –التي كان يصفها أوباما بالمثيرة للجدل- سيتأثّر بنظام الإعفاء من تأشيرة الدخول الى الولايات المتحدة، ففي كانون الأول من العام 2015، أقرّ أوباما وضع قيود على مسافرين زاروا الدول السبع للحدّ من "التهديد المتزايد من المقاتلين الإرهابيين الأجانب".

وينصّ قانون أوباما على أنّه لا يحق للأميركيين الذين يحملون جنسية من إحدى هذه الدول السبع السفر إلى الولايات المتحدة من دون الحصول على تأشيرة.

وفقًا للمجلّة الأميركيّة، فقد ارتكب أشخاص من بعض الدول التي وضعها ترامب نصب عينيه أفعالاً ارهابية في الولايات المتحدة، إذ أقدم لاجئ صومالي على تنفيذ هجوم على جامعة أوهايو، مثلاً. ولكن بعد غربلة بيانات وتقارير إعلامية وملفات وبعض المصادر، وجد أليكس نوراستي، وهو خبير بشؤون الهجرة في معهد "كاتو" الأميركي ما يفضح سياسة ترامب.

واكتشف نوراستي أنّه خلال الأعوام الممتدة من 1975 و2015، أُدين 6 إيرانيين، 6 سودانيين، صوماليان، عراقيان ويمني لمحاولة تنفيذ أو القيام باعتداءات ارهابية. واللافت أنه لم يسجّل أي سوري أو ليبي في سجلّ المدانين.

وجاء في البحث أنّ العمليات الإرهابيّة التي نفذها إرهابيون ولدوا في الولايات المتحدة جاءت كحوادث عرضيّة، ووجد البحث أنّ الفوائد الإقتصادية التي شكلها المهاجرون هائلة بالمقارنة مع الإرهاب الذي تعدّ فاتورته قليلة.

ويقول نوراستي إنّ ترامب يقوم بفعل ردًا على "تهديد وهمي" أو ما شبهه بالأشباح، فخلال الـ4 عقود الماضية، تمّ اتهام 20 لاجئ فقط بين 3.25 مليون آخرين بالمحاولة أو بالشروع بفعل إرهابي على الأراضي الأميركية، فيما قتل 3 أميركيين فقط بهجمات نفذها لاجئون من كوبا في السبعينيات. ولم يقتل أي أميركي على يد لاجئ سوري في أي اعتداء ارهابي في الولايات المتحدة.

وأظهرت الدراسة الجديدة أنّ بين 1975 و2015 كان إحتمال مقتل أي شخص على يد أميركي آخر أكثر بـ 252.9 مرّة من مقتل أميركي على يد مهاجر إلى الولايات المتحدة. وعدّدت الدراسة الأشخاص الذين ولدوا في الولايات المتحدة وارتكبوا أفعالاً ارهابية ومن أين قدموا وعدد القتلى جراء هجماتهم.

وأوضحت الدراسة أنّ هجمات 11 أيلول، نفذت عبر 19 رجل: 15 من المملكة العربية السعودية، إثنان من الإمارات العربية المتحدة، مصري واحد ولبناني يدعى زياد الجراح. أي ليس من الدول التي تمّ حظر السفر منها، كما أشارت الدراسة إلى أنّ تاشفين مالك، منفذة هجوم سان برناندينو ولدت في باكستان وعاشت معظم حياتها في السعودية ويعدّ أصلها سعودي.

وفي إحصاءات أخرى، تبيّن أنّ الإرهابيين الذين دخلوا على شكل مهاجرين أو سياح تسببوا بمقتل 3,024 من أصل 3,432 خلال الأعوام الممتدة من 1975 حتى 2015. و2,983 من هذه الأرقام تسبّبت بها أحداث 11 أيلول. وتظهر الدراسة أنّ 4 لبنانيين أدينوا بالإرهاب خلال 4 عقود في الولايات المتحدة الأميركية، إضافةً الى 11 من كوبا، 2 من الكويت، 11 من مصر، 14 من باكستان و5 من فلسطين.

(ذا أتلانتيك - لبنان 24)