يعاني مزراعو الحمضيات في منطقة الجنوب من عدم إمكان تصدير انتاجهم، لاسباب عدة منها إقفال الحدود البرية بين سوريا والاردن بسبب الحرب القائمة في سوريا، مما انعكس سلبا على المزارع الذي يعتمد وبشكل اساسي على تصدير انتاجه الزراعي برا الى الخليج والدول العربية، بحيث يرتفع سعر كلفة شحن طن الحمضيات الى 500 دولار عبر قناة السويس، أي بزيادة 250 دولارا عن شحنه عبر الحدود السورية، مما ينذر بكارثة زراعية تؤدي الى خسائر كبيرة تقدر بمئات الملايين من الدولارات.

 

وهذا الامر بات يهدد 60 في المئة من العاملين في القطاع الزراعي بالشلل، ولا سيما في منطقة صور بالاضافة الى سواحل أبو الاسود شمالا ورأس العين جنوبا، حيث سيصار الى تلف منتوج الحمضيات لهذا العام اذا ما استمر الحال على ما هو عليه، بسبب عدم وجود أسواق بديلة، بالاضافة الى توقف مصانع التوضيب عن العمل، مما يهدد الاف العمال بالتوقف عن العمل في هذه المصانع.

 

فاضل

وأوضح عضو نقابة مصدري الحمضيات والفاكهة عبدالله فاضل، أن "الكساد ناتج عن عدم وجود اسواق للتصريف، بالاضافة الى ارتفاع سعر الكلفة ان كان للصندوق او عبر التصدير بحرا الى الخارج، حيث يبلغ سعر شحن طن الحمضيات بحرا عبر قناة السويس الى الاسواق الخليجية والعربية 500 دولار بعدما كان عن طريق البوابة السورية 250 دولارا".

 

وتمنى على "الوزارة المختصة ومؤسسة "ايدال" رفع سقف الدعم من مئة الف ليرة للطن الى 300 دولار، وخاصة بعد ما عاناه المزارع من خسائر ان بسبب الحروب أو العوامل الطبيعية".

 

ضاهر

من جهته، اعتبر عضو جمعية تجار صور حسن ضاهر أن "الاوضاع في سوريا أثرت سلبا على قطاع الحمضيات حيث كان 70 بالمئة من الانتاج يصدر عبر البوابة السورية الى الخليج والدول العربية، وهي الرئة التي يتنفس منها المزراعون لتصدير انتاجهم. اما اليوم فالبوابة مقفلة بسبب الاوضاع في سوريا، وهناك خسائر كبيرة".

 

وحذر من "انهيار على الصعيد الزراعي لان غالبية المزارعين لم يستطيعوا تحصيل كلفة منتوجاتهم نتيجة ارتفاع اسعار الاسمدة وتدني الاسعار وعدم تصريف الانتاج".

 

ودعا "الدولة الى رفع الرسوم الجمركية عن الادوية الزراعية كمساهمة منها لتخفيف الاعباء"، مناشدا المسؤولين "الاهتمام بالمزارع كي لا يضطر الى ان يهجر أرضه ووطنه".

 

الحسيني

ورأى رئيس تجمع مزارعي الجنوب عبد المحسن الحسيني ان معاناة المزارعين باتت كبيرة نتيجة الخسائر المتلاحقة لقطاع الحمضيات حيث يتكدس الانتاج في اسواق الجملة دون ايجاد اسواق خارجية للتصريف".

 

وقال: "مع بداية كل موسم زراعي، تتجدد مشاكل المزارعين، ان كان لجهة كساد الانتاج، أو نتيجة العوامل الطبيعية كقلة المتساقطات والصقيع الذي يؤثر على ثمر الحمضيات والموز لتبقى الازمة مستمرة دون ايجاد الحلول".

 

وطالب "الرؤساء الثلاثة ووزارتي الزراعة والاقتصاد عبر مؤسسة ايدال بمد يد العون للمزارعين لايجاد الحلول لمشاكل المزارعين".

 

رضا فاضل

أما نائب رئيس تجمع مزارعي الجنوب رضا فاضل فدق "ناقوس الخطر"، محذرا من "تفاقم الامور"، مطالبا "الدولة بالسعي لايجاد اسواق لتصريف المنتجات الزراعية ولا سيما الحمضيات".

 

وأكد أن "هذا القطاع يتكبد خسائر بملايين الدولارات"، داعيا إلى "إيجاد الحلول المناسبة لتصدير الانتاج، ولا سيما أنه يعيش من هذا القطاع اكثر من 60 بالمئة من المواطنين من الناقورة جنوبا وحتى عكار والعريضة شمالا، الامر الذي من شأنه ان يؤدي الى كارثة اقتصادية حقيقية تقضي على المزارع عموما".