بسبب خلاف على الميراث، وإنتقاماً من تعرّضه للضرب على يد شقيقه الأكبر، أقدم "عصام.س" على إفراغ عشرين طلقة ناريّة في رأس أخيه، ليستقلّ سيّارته بعد الجريمة محاولاً الهرب إلى سوريا، إلّا أنّ عناصر الأمن في المصنع كانوا له بالمرصاد حيث أوقفوه وضبطوا بسيارته كمّاً هائلا من الذخيرة والبنادق والمتفجرات.

أُخضع الجاني للتحقيق الفوري فأفاد أنّه قبل الحادث بحوالي أربعة أيّام، حصل إشكال بينه وبين شقيقه "محمّد" حول حصر إرث والدهما المتوفّي منذ ثلاث سنوات، فقام الأخير بضربه وشتمه وجرّه من الطابق الثاني إلى الطريق، حيث حضر خاله وبعض الأقرباء إثر الإشكال وتمّ تسوية الخلاف.

رغم المساعي الخيّرة لتهدئة النفوس، لم يهدأ غضب "عصام"، فراح يُخطّط لقتل "محمّد" الذي كان يضربه باستمرار. يوم الحادث، إستأجر سيّارة من نوع X5 لمدّة ثلاثة أيّام، وانطلق باتجاه منزل شقيقه بعد أن وضع داخل السيّارة مسدسًا من نوع Magnum 357، بنديقة بومب أكشن طراز Mosslurg بداخلها 5 طلقات متفجّرة، محفظة بداخلها عشر طلقات، بندقيّة كلاشنكوف مع ممشط سعة 39 طلقة فارغ، سبعة مماشط بداخلها 210 طلقات، 5 طلقات إضافيّة في جيب آخر ورمانتين يدويتين دفاعية تمّ ضبطها جميعا.

ما إن وصل "عصام" (55 عاما) إلى منزل شقيقه حتّى صعد إلى الفسحة المطلّة على الصالون، وصوّب بندقيّة الكلاشنكوف باتجاه رأس المجني عليه والتي كانت بوضعيّة الإطلاق الرشقي، وأطلق نحوه حوالي عشرين طلقة حتّى فرغ الممشط وغادر المكان مستقلّاً السيّارة نفسها، قاصداً سوريا لـ"القتال والإستشهاد" فيها حسبما أفاد، واتّصل هاتفيّاً بشقيقه الآخر "علي" ليخبره بما فعل، لكنّ عناصر الأمن العام في المصنع أوقفوه قبل أن يتمكن من العبور إلى الأراضي السوريّة.

المتهم ذكر أنّه لم يكن بكامل وعيه وقت تنفيذ الجريمة، كونه يتعاطى حبوب من الـ "كزاناكس" مضيفاً أنّه غير نادم على فعله.

الإعترافات الأوّلية التي أدلى بها المتهم، عاد ونفاها خلال استجوابه أمام محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي هنري الخوري، والتي أنزلت به عقوبة الإعدام ثمّ خفّفتها إلى الأشغال الشاقة المؤبّدة، مشيرة أنّ الجاني اعترف في مرحلتي التحقيق والأوّلي والإبتدائي بصورة دقيقة ومفصّلة، بإقدامه على التخطيط لقتل شقيقه على فترة أربعة أيّام، مؤكّداً على وجود خلافات بينهما. وألزمت المحكمة المحكوم عليه بأن يدفع للجهة المدعيّة ولولدي المغدور مبلغ 150 مليون ليرة كعطل وضرر.