بعد ثلاث سنوات على تنفيذ جريمتها المروّعة بحق مخدومتها وفاء نحلة في منطقة الشياح (شارع مارون مسك)، صدر الحكم النهائي بحق العاملة البنغلادشية صونيا أحمد كمال والذي قضى بتنفيذ عقوبة الإعدام، بإنتظار أن يوقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على هذا القرار في حال أعيد العمل به.

صونيا التي وصلت إلى لبنان قبل أشهر من تنفيذ مخططها الإجرامي، عملت لأول مرة داخل منزل وفاء التي تقطن بمفردها في الشيّاح، وكانت تتنقل بين منزل الضحية ومنزل شقيقة الأخيرة في المشرّفية، وقبل ليلة القتل بثلاثة أيام كانت عند الأخيرة حيث مكثت هذه الفترة، وبعد وصولها إلى منزل مخدومتها سحبت منها وفاء جوازها ووضعته داخل الخزانة وأقفلت عليه، وكما كل سيّدة مسنّة وضعت مفاتيح الخزانة داخل صدرها.

عند حلول الليل غفت وفاء إلى جانبها جلست على الكنبة المقابلة "صونيا" تخطط (بحسب آخر إعترافتها) لساعات على كيفية قتل مغدورتها وسحب جواز سفرها وسرقة ما يمكن سرقته من المجوهرات والأموال الموجودة داخل الخزنة قبل حجز تذكرة للسفر إلى بلدها بأسرع وقت، كل هذه الصور مرّت في ذهنها حتى ساعات فجر الأولى، في هذا الوقت كانت واضعة عدة إحتمالات لذا سكين المطبخ كان جاهزاً في سروالها تحسباً لأي نتيجة.

قبل طلوع الصباح قررت صونيا تنفيذ مهمتها، ساورتها بدايةً فكرة وضع الوسادة على وجه وفاء بهدف خنقها كونها الطريقة الأمثل لتنفيذ جريمة دون ضجيج وأصوات ودماء، حاولت مراراً وتكراراً لكنها لم تفلح كون ضحيتها إستيقظت محاولة الصراخ والنجاة بنفسها وغرز أصابعها على معصم ووجه قاتلتها لتكون علامات تكشف عن الجريمة لاحقاً.

هنا أُجبرت صونيا على اللجوء للسكين الذي بحوزتها فأغمدته في صدر وكتف الضحية، لكن وفاء لم تمت فوراً وكانت تقاوم حتى الرمق الأخير ما أثار إستياء صونيا، ولجأت إلى أسلاك الهاتف الأرضي ولفّته على رقبتها إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة.

بقيت الجثة غارقة في دمها وسط الصالون، فيما العاملة دخلت كي تستحم وتبدّل ملابسها ومن ثم سحب المفتاح من الضحية وسحب جواز سفرها وما تيسّر لها من مجوهرات واموال داخل الخزانة، وحملت نفسها عند اول إشراقة للصباح متوجهة إلى منزل صديقتها من دون أن تخبرها ما حصل، وعند الظهر قصدت مكتب سفريات لحجز تذكرة سريعة لها، لكن صاحب مدير المكتب شعر بالإرباك الذي يسيطر على وجهها.

إتصل المدير بالشرطة الذين حضروا لمعرفة سبب سفرها دون علم كفيلها، وتم سحبها إلى المخفر وبعد التحقيقات معها أخبرتهم بأنها هربت من المنزل الذي تعمل به كون رجل ضخم دخل عليهما ليلاً وكان يحمل سكيناً بيده محاولاً سرقتهما، لكنها تمكّنت من الفرار فيما مخدومتها قُتلت.

في البداية تم تصديق كلامها، لكن بعد كشف الطب الشرعي على الجثة وسحب دم من مسرح الجريمة ومقارنته بالخدوش التي على يدها ووجهها تبيّن ان حمض النووي هو عينه على الجسمين.

وبعد مدّ وجزر وإنكار وطرح أسئلة كثيرة عليها ومواجهتها بالدلائل لعدة أيام، إنهارت وإعترفت بكل شيء عازية السبب بانها تعمل لدى وفاء وشقيقتها وأقاربهم من دون مقابل وإنها تعبت من كل العمل الشاق ففعلت ما فعلته، ويوم الجمعة الماضية أصدر رئيس محكمة الجنايات في جبل لبنان، القاضي هنري خوري، قراره بتنفيذ حكم الإعدام بحقها.

(التحري)