رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة أنّ التهديد الأخطر الذي يواجه إسطنبول ليس إرهابيًا، بل جيولوجي وقد يشكّل صدمة في تركيا.


ورجّح الكاتب الأميركي الباحث في شؤون الشرق الأوسط نيك دانفورث أن يموت السائح أو الساكن في إسطنبول بسبب زلزال ضخم، أكثر من إحتمال الوفاة بإعتداء إرهابي. ونقل عن علماء زلازل أنّ زلزالاً مدمّرًا وكارثيًا سيضرب إسطنبول وسيشكّل خطرًا كبيرًا على باقي أنحاء البلاد، لما له من تداعيات في نواحٍ عدّة.

وأرجع العلماء سبب الزلزال الذي سيحدث الى أنّ إسطنبول تقع في منطقة على خط صدع نشط، وقد شهدت توسّعًا حضاريًا سريعًا خلال الـ50 عامًا الماضية، ما يعني أنّ ملايين سكان إسطنبول يعيشون في مبانٍ شيّدت على عجل وبثمن رخيص. وقد حذّر عدد كبير من الخبراء من أنّ هناك إحتمال بنسبة 50% من أن تتعرّض إسطنبول لزلزال ضخم خلال العشرين سنة القادمة. ونظرًا للمساكن في المدينة، سيُسفر الزلزال عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص وتشريد 500 ألف وتركهم من دون منازل.


وشدّد التقرير على أنّه يجب الأخذ بعين الإعتبار المخاطر الناجمة عن الزلزال الكبير الذي سيضرب إسطنبول، لافتًا الى ضرورة تعزيز البنية التحتية ودعم المباني السكنية في الأحياء الفقيرة، ما سيكلّف أموالاً، لكنّ هناك مشكلة بإنفاذ القوانين في مواجهة المقاولين الفاسدين ما يحتاج إرادة سياسية. رأت الصحيفة أنّ بعض الجهود المحدودة يمكن أن تنقذ الأرواح.

توازيًا، يؤكّد علماء الزلازل أنّ الزلازل لا تقتل الناس، بل تتسبب بانهيار المباني ما يودي بحياة المواطنين، وهذا ما يفسّر سبب ارتفاع أعداد القتلى خلال زلازل ضربت مناطق فقيرة كهايتي، حيثُ سجّلت أعداد ضحايا بشكل مرتفع جدًا، مقارنةً مع زلازل مماثلة ضربت كاليفورنيا واليابان.
ولفتت الصحيفة الى أنّ الحكومة التركية كانت قد أعلنت سابقًا عن عدد من الحملات لمواجهة مخاطر الزلازل التي قد تضرب اسطنبول. ويعتبر العلماء أنّ الخطط غير كافية، وأي زلزال سيُلحق بتركيا خسائر فادحة، إذ أنّ الخسائر البشريّة ستكون كبيرة، وستشكّل مأساةً تضخِّم من التهديدات التي تواجه تركيا بالأصل. وأوضحت الصحيفة ذلك بالإشارة الى أنّ تركيا تخوض حربًا على جبهتين ضد تنظيم "الدولة الإسلاميّة" و"حزب العمال الكردستاني".

كما عانت الحكومة تركيا من إفشال مخطط للإنقلاب على السلطة خلال الصيف الماضي، ما ترك البلاد غير مستقرّة. وفي الوقت نفسه، تحاول تركيا التعامل مع تراجع العائدات السياحيّة وتكلفة إيواء حوالى مليوني نازح سوري، ما يزيد من المخاطر أمام أي صدمة جديدة.

إذًا تواجه إسطنبول عدم إستقرار سياسي وإقتصادي وديمغرافي، ويمكن أن تواجه صدمة جيولوجيّة تزيد من هذه التحديات.

يذكر أنّ إعتداءً حصل على ملهى ليلي ليلة رأس السنة في اسطنبول وذلك في أعقاب سلسلة تفجيرات عنيفة ضربت تركيا خلال العام المنصرم.

 

(واشنطن بوست)