في خطوةٍ مفاجئة، أعلن الجيش الروسي اليوم الجمعة انه بدأ في خفض قواته في سوريا، وفي هذا الصدد كشف موقع "دايلي كولير" الأميركي أنّ روسيا تبحث عن وسيلة للخروج من المستنقع السوري، في خطوةٍ قد تقلّل من مدفوعاتها، وتحمي ميزانيتها.

ولفت الموقع إلى أنّ تدخل موسكو العسكري في سوريا يكلّفها 4 ملايين دولار يوميًا بحسب بيانات موثوقة، موضحًا أنّه منذ بدء التدخل العسكري الروسي في 30 أيلول 2016، أنفقت روسيا مليار و84 مليون دولار. فيما تبلغ مجمل الميزانية الروسية لعام 2016 50 مليار دولار، ما يعني أنّ الكرملين يصرف حوالى 3.6 % سنويًا على سوريا وحدها. وقد تبدو هذه النسبة ضئيلة، لكن بالنسبة لروسيا واقتصادها الدفاعي فهي غير محمولة.

كذلك، فإنّ سوريا ليست مسرح الحرب الوحيد لدى روسيا، فالكرملين مستمر بدعم الحرب الأهلية في شرق أوكرانيا، وقد كلّفها إنفصال جزر القرم عن أوكرانيا في آذار 2014، نفقات أيضًا.

وإذ لفت الموقع الى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد احتفظ بموقعه بفعل الدعمين الروسي والإيراني، قال إنّ إنتهاء الحرب السورية له تداعيات ومعنى كبيرًا على الصعيد المالي بالنسبة لموسكو .

وذكر الموقع الأميركي أنّ الخطوة الأولى للإنتهاء من الملف السوري كانت عبر المساعدة الروسية الكبيرة في تأمين حصار حلب في كانون الأوّل الماضي.

توازيًا، أشار موقع "ناشونال إنترست" الأميركي إلى أنّ الأسد تمكّن من الفوز بالمعركة الأهم في الحرب السورية، لكن الحرب نفسها لن تنتهي. كذلك فإنّ الصراع ما بعد حلب لن يستمرّ فقط، بل سيتطوّر في طرق لا تعدّ ولا تحصى، حتى أنّ أبرز المحللين سيصعب عليهم التنبؤ بما هو قادم في سوريا.

وقال الموقع: "لأربع سنوات خلت، إحتدمت المعارك العنيفة في سوريا"، فيما أوضح جان إيغلاند، وهو منسّق الشؤون الإنسانية للأزمات لدى الأمم المتحدة أنّ "بناء حلب إستغرق 4000 عام، وجاء جيل واحد ليدمّرها".

ولفت الى أنّ المرحلة القادمة للأسد والجيش السوري هي إدلب، ففي هذه المنطقة هناك وجود قليل للنظام، فشمال سوريا يعدّ معقل المقاتلين المعارضين، حيثُ يضمّ "جبهة فتح الشام" إضافةً إلى جماعات أخرى.

ويرى الأسد أنّ إدلب تشكّل تهديدًا لسلطته، كأي جزء من سوريا يخرج عن سيطرته. وكشف الموقع أنّ روسيا طلبت من الأسد التفاوض بجديّة، في الوقت الذي كان يرفض الأخير التفاوض مع المعارضة.

واعتبر الموقع أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنقذ الأسد خلال الحرب، عبر المشاركة بعمليات عسكرية، وتأمين غطاء دبلوماسي في مجلس الأمن وإرسال مستشارين على الأرض.

واعتبر أنّ موسكو لا تقاتل من أجل الأسد، بل من أجل مكانتها في المنطقة والحفاظ على قواعدها العسكرية.

وعن الأسد، قال الموقع إنّه يحتفظ بحلب، وهذه الخطوة الأولى التي اعتدها الروس تمهيدًا للخروج من سورياـ كما يحتفظ الأسد ببعض أرياف دمشق، وينتظر ما ستفعله الإدارة الأميركية الجديدة في الملف السوري.

 

 

(لبنان 24 - Dailycaller - nationalinterest)