رأى عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب د.يوسف خليل أن ليس أمام الحكومة أي مستحيل في إيجاد الحلول للملفات الشائكة والمعقدة وفي مقدمها قانون الانتخاب، وان لا ضرر في أن تأتي هذه الحلول عن طريق التسويات والتفاهمات بين مختلف القوى السياسية انطلاقا من وجوب تلاقي الجميع في مساحة مشتركة للنهوض بالدولة القوية، معتبرا بالتالي أن قانون الانتخاب الاكثر ملاءمة لبلد مثل لبنان متعدد الطوائف والمذاهب، هو القانون الذي يحاكي الواقع من حيث التقسيمات الطائفية والمذهبية والمناطقية، ويراعي النظام الديموقراطي والمناصفة والشراكة الحقيقية ولا يعطي الافضلية لفريق على حساب فريق آخر.

ولفت خليل الى أنه ليس هناك من قانون انتخاب شيطاني وآخر ملائكي فلكل حسناته وسيئاته وبالتالي فإن الحكومة مدعوة وبإلحاح الى صياغة قانون انتخاب على مقاس الوطن يُنتج ديموقراطية حقيقية ويعزز الشراكة الاسلامية - المسيحية على قاعدة الوطن للجميع والجميع شركاء في صناعة القرار، معتبرا أن النوايا الصادقة والمخلصة وحدها قادرة على استخلاص العبر من التجارب السابقة وإنتاج قانون انتخاب يؤمن صحة التمثيل لكل المكونات اللبنانية، خصوصا أن مرحلة المتاريس السياسية والتراشق السياسي إعلاميا انتهت مع وصول العماد عون الى سدة الرئاسة ودخول البلاد مرحلة التفاهم والتلاقي والحوار البناء بين كل مكوناته.

وعليه يعتبر خليل أن من غير المقبول بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية أن يبقى في لبنان فريقا سياسيا على حساسية مع فريق آخر، فالحوار بين اللبنانيين عموما وبين القوات اللبنانية وحزب الله خصوصا هو ضرورة وطنية ملحة، خصوصا أن التجارب اللبنانية ما قبل الطائف وبعده أكدت وتؤكد أن لا العداوات ولا الخصومات ولا الخلافات تمكنت من تحقيق الحد الادنى من المكاسب والرهانات، وأن لا أحد من الفرقاء السياسيين تمكن منفردا من رسم مصلحة لبنان الاستراتيجية.

على صعيد آخر، وعن استعداد العماد عون لزيارة المملكة العربية السعودية قبل أي دولة إقليمية أخرى لاعبة على الساحة اللبنانية، ختم خليل لافتا الى أن الرئيس عون لا يميز في العلاقات اللبنانية بين دولة اقليمية وأخرى، إلا أن العلاقة التاريخية بين لبنان والسعودية وانتماءه الى جامعة الدول العربية والتزامه بالشرعية العربية، تستوجب بدء الزيارات الرئاسية الى الخارج باتجاه القادة العرب، خصوصا أن العلاقات المميزة معهم يجب أن تعود الى سالف عهدها بعد أن خدشتها الظروف المحيطة بلبنان، خصوصا أن للسعودية باعا طويلا في مساعدة لبنان وفي الوقوف الى جانبه في أزماته ومحنه.

واستطرادا، أكد خليل أن أي تفاهم بين القوات اللبنانية وحزب الله سيعطي البلاد دفعا من الاستقرار السياسي ويضفي حالة من الهدوء والارتياح على الساحة السياسية لبنان واللبنانيين بحاجة اليها، مشيرا بالتالي الى عدم وجود ما يمنع حصول مصالحة بين الحزبين المذكورين أو أقله تلطيف الاجواء بينهما ولو بالحد الادنى في المرحلة الاولي تمهيدا للوصول الى تفاهم جزئي أو كامل في المرحلة الثانية.

 


الانباء الكويتية