أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن الجيش والاجهزة الامنية كافة اساس هذا الوطن ورمز الطمأنينة والاستقرار والقدوة تجاه المواطنين، وان الشعب يقف وراءها، والى جانبها قيادة سياسية تمنحها الحصانة والدعم اللازمين.
 
ولفت عون خلال تلقيه في قصر بعبدا تهاني القيادات الامنية والعاملين في القصر الجمهوري والاعلاميين المعتمدين فيه وقيادة وضباط لواء الحرس الجمهوري لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، الى أن شهداء الجيش هم الذين ثبّتوا بشهادتهم حق الوطن بالسيادة والاستقلال والحرية رافضين القبول بشروط تجعل اي تفاهم صك استسلام، مشيراً الى ان القوة فرضت علينا الاحتلال ومقاومتنا ثبّتت حقنا بالسيادة والاستقلال. وقال ان "الامن يساهم في ازدهار الاقتصاد والسياحة وتوظيف الاموال، خصوصاً وأن بلدنا يشهد اليوم "هجمة" ايجابية من قبل الدول العربية والاجنبية والمؤسسات الدولية التي ستساعد لبنان بعدما ادركت مدى تحسن الاوضاع فيه".
 
واعتبر الرئيس عون أن كل مؤسسة رسمية تحصّن نفسها من خلال احترامها للقيم والامانة والقوانين، داعياً موظفي القصر الجمهوري ليكونوا قدوةً لجميع اللبنانيين.
 
والقى المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير كلمة قال فيها "نحتفل بالاعياد المجيدة هذا العام في حضور فخامتكم والسيدة الاولى. لقد غمرنا الحزن خلال العامين والنصف الاخيرين، واحسسنا بفراغ والم كبيرين. لقد اعتدنا خلال هذه الفترة ان نعيّد في غياب رئيس جمهورية لبنان الذي هو رأس المؤسسات الدستورية، ومن خلاله ينتظم العمل في المؤسسات كلها. ونتمنى لكم في هذه المناسبة ميلاداً مجيداً وسنة سعيدة، وأمدكم الله بالصحة والعافية، ونحن الى جانبكم في كل العناوين التي طرحتموها في عهدكم وفي مقدمها مكافحة الفساد".
 
والقى رئيس مكتب الاعلام في الرئاسة رفيق شلالا كلمة قال فيها:" لقد اردتُم ان نكونَ مؤتمنينَ على حقيقةِ الكلمةِ الصادرةِ عنكُم، وهي مسؤوليةٌ فيها من النبلِ ما في الكلمةِ من وقعٍ. واردتُم ان نكونَ الصورةَ ألمعبّرةَ عنكُم، وهي رسالةٌ فيها من الالتزامِ ما في الصورةِ من حضورٍ. ومنذ تسلّمِكم سلطاتِكُم الدستوريةَ، اردتُم ان نكونَ عائلَتَكم. وها نحن، مع التهنئةِ، نعاهدُكُم العملَ الدؤوبَ، الهادفَ والجدّيَ، كي نكونَ ونبقى على قدرِ الرسالةِ التي حملّتُمُونا ايّاها. بذلكَ يكونُ العيدُ عهداً جديداً، لاعوامَ ستٍ، فيها يُصانُ الوطنُ وابناؤُه، وتتوطّدُ وحدتُنا الوطنيةُ وهي قوّتُنا، وتتجددُ مؤسّساتُنا في البذلِ والعطاءِ، ويكونُ افتخارُ كلِّ واحدٍ منّا انّه يعملُ تحت امرتِكم وفي عُهدتِكم، على اسمِ لبنانَ".
 
وخاطب شلالا السيدة الاولى قائلاً: "انتِ الى جانبِ فخامةِ الرئيس، نداءُ المحبةِ، التي من اجلِها ستتطلّعُ اليكِ قلوبُ اللبنانيينَ. التزامُنا امام فخامةِ الرئيسِ، نكرُّره امامَكِ، معاهدينَ ايّاكِ العملَ، كي يكونَ لكِ في كلِ قلبٍ نبضٌ خاصٌ، يفيضُ تقديراً لِما ستقومينَ به، حيثُ الزرعُ كثيرٌ والحصادُ فيهِ اكثرَ وفرة".
 
ورد الرئيس عون بكلمة قال فيها:" أعتبركم من أهل البيت ولقاؤنا اليوم هو لقاء أهل البيت.أتمنّى أن تعود هذه الأعياد عليكم وعلى عائلاتكم باليُمن والبركات كما وعلى لبنان بالسلام والازدهار. أعزّائي، سبق وعشنا في ملجأ هذا القصر لمدّة سنتين، وكنا حفنة من الرجال والسيدات نقاتل ونجاهد في سبيل لبنان، حاربنا فسقط منا شهداء من أجل هذا الوطن، واليوم نعود إليه لنبنيه وإيّاكم. آمل أن تكونوا قدوةً لجميع اللبنانيين سواء لناحية العمل أو لناحية الأمن، لأنّ الناس يراقبون القصر الجمهوري - بيت الشعب - وأي خطأ يصدر عنكم يتحوّل كبيراً، فيما قد يتمّ التقليل من أيّ عمل جيّد تنجزونه، لأنّ الطبيعة البشرية تميل إلى تعميم السلبيات أكثر من الإيجابيات. لذلك، آمل أن تكونوا دقيقين في عملكم، وتكونوا قدوة في السلوك. لن أطيل الكلام، ولكن أمانيّ تعبّر عمّا يجول في خاطري ووجداني من عواطف تجاهكم، وأرجو أن نتمكّن معاً من إعطاء الثمار الجيّدة في عملنا من أجل وطننا لبنان ومن أجل أولادنا وأحفادنا".

ثم استقبل الرئيس عون وفد المديرية العامة للامن العام برئاسة اللواء عباس ابراهيم الذي القى كلمة نقل فيها تهاني ضباط ورتباء وعناصر الامن العام بالاعياد وقال:" ليس مغالاة القول ان سعادتنا بالاعياد لا يوازيها الا تبوأكم سدة الرئاسة الاولى لمعالجة ما تراكم في الفترة الماضية، ولدعم المؤسسات الامنية بما يمكنها من انجاز مهماتها لحفظ الوطن من اي خطر، وما اكثرها، وانتم خير العارفين بالتهديدات التي تحيط بنا من الارهابين الاسرائيلي والتكفيري. الاول يخرق سيادتنا جوا وبرا وبحرا فضلا عن مواصلته زرع شبكات التجسس والعمالة ومنظومات التجسس والتصوير عدا التهديد اليومي، اما الثاني فلا يقل شراسة ولؤما لجهة محاولته احداث فتن طائفية ومذهبية، وبث سموم فكرية باسم الله والدين منه براء، يتسلل بأشكال مختلفة لتدمير نسيجنا الوطني، وإحداث شرخ بين اللبنانيين. وبوصفكم الحارس الأمين على الدستور والقائد الاعلى للقوات المسلحة، العين الساهرة على حماية لبنان واللبنانيين، يهمنا ان نؤكد امامكم اننا لم نوفر امكانية او وسيلة الا استخدمناها لنكون أُمناء على امن الوطن وحماية اللبنانيين، ومنع كل محاولات اقتناص الظروف للنيل من الاستقرار الداخلي او السلم الأهلي."
 
واضاف:"ان المديرية العامة للامن العام وان كان ينقصها العديد والعتاد لاضطلاعها بكل ما ناطته بها القوانين من مهمات، الا انها، بفضل تمسكها بالنهج المؤسساتي، صارت أكثر قوة ومناعة، وعلى جهوز كامل لدرء الأخطار المعروفة، واكتساب كل المهارات الأمنية والخبرات الإدارية لتلبية نداء الواجب، وتأمين الخدمة للمواطن من دون منة من احد، وللمقيم على ارض لبنان استنادا الى القوانين والانظمة المرعية".
 
ورحّب الرئيس عون باللواء ابراهيم والضباط مهنئاً بالاعياد لافتاً الى تنوع وظائف الامن العام الامنية والادارية، وقال:"آمل ان تواظبوا على القيام بهذه المهام وتساهموا في ترسيخ الامن والاستقرار في لبنان، لأن ذلك يعتبر اكبر رأسمال لنا. فالامن يساهم في ازدهار الاقتصاد والسياحة وتوظيف الاموال، خصوصاً وأن بلدنا يشهد اليوم "هجمة" ايجابية من قبل الدول العربية والاجنبية والمؤسسات الدولية التي ستساعد لبنان بعدما ادركت مدى تحسن الاوضاع فيه".