عرفت السيد أحمد قبانجي من خلال مجموعة كتب لم تكن منشورة أو صادرة عن دور نشر وانما كانت مطبوعة ومنسوخة بطريقة "الكورات" الجامعية وكانت تعالج مسائل اسلامية بدءاً من حقوق المرأة والاسلام المدني وعناوين في الأحاديث الموضوعة ولائحة من الاشكاليات المطروحة وبقوة على المشروع الديني لتقديم أفكار مساهمة في بلورة وعي جديد في الفهم الاسلامي .لاشك بأن الكتب المذكورة حرَكت ملاحة أسئلة راكدة في الوجدان الاسلامي واستطاعت أن تلبي حاجات جديدة كانت خجولة باعتبار أن الثقافة الدينية قائمة على التسليم للسائد المزمن وكما هو ويعتمد المشافهة المشيخية في التعبئة الدوغمائية للمتورطين بايمان سطحي .

نتيجة لما تتضمَن كتب القبانجي من تأويل معاكس ومشاكس للتقليد الديني ومن محتوى تجديدي تلعب الرغبة في المعرفة دورها في السؤال عن شخصية لم تكن معروفة عندَ المهتمين بالفكر الديني وتوفرت اجابات عن السيد أحمد قبانجي من طلاب كانوا يدرسون في قمَ "المقدَسة" وعلى اطلاع معرفي بالسيد وتبين بأنَه رجل دين عراقي يقيم في ايران باعتباره معارضاَ لنظام صدَام حسين وقدَ شارك في الحرب المفتوحة آنذاك على الثورة الاسلامية الايرانية وتعرض لاصابة مباشرة على احدى جبهات الحرب  الدائرة بين ايران والعراق وتسببت باعاقة دائمة له في رجله وبعد مراحل تحوَل السيَد من منتمي للثورة والدولة الايرانية الى معارض ولكن من خلال الكتابة والترجمة لمواضيع وعناوين اشكالية أسهمت في مضاعفة الحملة الأمنية عليه وأدَت مؤخراً الى اعتقاله وايداعه السجن .

  لانفهم حقيقة التاريخ لأنه معقَد بطريقة يستصعب معه تحليل الكثير من المواقف والتدابير والاحترازات المتخدة من قبيل أن السجين كيف يتحوَل الى سجَان ؟ والمظلوم كيف يتحول الى ظالم ؟ ربما للسلطة حسابات وطرق يستخدمها ويؤمها كلَ من وصل اليها وبالطريقة نفسها سواء أكان من أهلَ اليمين أو من أهلَ الشمال .