ما يعرف بـ «سنة 8 آذار» هم القوى والشخصيات السنية المعارضة لتيار المستقبل والدائرة في فلك حزب الله السياسي.

هذه الشخصيات «مزاجها السياسي» سيئ هذه الأيام وتسودها حالة امتعاض مثلثة الأضلاع: من حزب الله الذي لم يقاتل لتمثيلهم في الحكومة ومن الرئيس ميشال عون الذي لم يسمِ أحدا منهم ومن الرئيس سعد الحريري الذي أوقف عملية التقرب منهم بعدما عاد الى رئاسة الحكومة وأعاد استجماع قواه.

تقول مصادر هؤلاء: إنه كان الأجدى بالحلفاء أن يرفضوا أي تشكيلة حكومية لا يتمثل فيها سني من خارج «المستقبل»، خصوصا أن ما اصطلح على تسميته بـ«سنة المعارضة» قدموا وضحوا كثيرا خلال السنوات الماضية بسبب خياراتهم السياسية في دعم المقاومة ودفعوا من شعبيتهم وحضورهم في مناطقهم وصولا الى تهديد سلامتهم الشخصية مع بعض أنصارهم.

والنتيجة أنهم كانوا ضحية التوازنات السياسية، وتقسيم المغانم والحصص الوزارية على التيارات البارزة، فلم تقاتل أحزاب ٨ آذار وفي مقدمها حزب الله وحركة «أمل» في سبيل توزير أحدهم (عبدالرحيم مراد أو فيصل كرامي)، مثلما قاتلت من أجل فرنجية وارسلان والقومي السوري.

كما أنها لم تقم وزنا لكل استطلاعات الرأي التي تؤكد أن الحريري لم يعد يمتلك الأكثرية الشعبية الكاسحة في الشارع السني، وأن ثمة مكونات سنية بدأت تنافسه في مناطق ذات ثقل سني، وهم بتجاهلهم تمثيل أي شخصية سنية معارضة في الحكومة، فتحوا الباب عن قصد أو غير قصد أمام الحريري للاستفادة شعبيا من مغانم الحكومة، ومن الحقائب التي منحها لرموز في تياره، في حين أوصدوا أبواب الخدمات أمام من يفترض أنهــم من ضمن فريقهم السياسي الذي انتصر بوصول الجنرال عون الى رئاسة الجمهورية، لكأن المطلوب من قيادات ٨ آذار السنية أن تكون شريكة فقط في الغرم.

 


الانباء الكويتية