كشف المعارض والباحث السوري "يحيى بدر" معلومات وتفاصيل تُنشر لأول مرة عن أحد قادة تنظيم "القاعدة" الذي عرفه بصورة شخصية وتنقّل معه قبل أن يتم اكتشافه ووفاته في ظروف غامضة بأحد المشافي اللبنانية في كانون الثاني من عام 2014.

وقال المهندس "بدر" إنه عمل في الإغاثة الإنسانية في اسطنبول منذ بداية الثورة، وذات يوم من عام 2012 جاء إليه أحد أصدقائه من "الريحانية" برفقة شخص سعودي يُدعى "أبو يوسف" - ماجد الماجد - طالباً منه مساعدته لأنه جاء لدعم الثورة، فرحب بهما وأخذهما إلى أحد الفنادق وتم إحضار الطعام إلى الغرفة لأن الضيف لا يذهب إلى المطاعم، بل يفضّل البقاء في الغرفة دائماً.

وأضاف بدر أنه استقبل أبا يوسف أربع مرات سنة 2012، مؤكدا أنه كان يأتي دائماً من مطار بيروت ويعود إليها بجواز سفر لم يتمكن من معرفة الاسم المدوّن فيه.


وأكد بدر أن المذكور "قدّم دعماً سخياً للإغاثة الإنسانية" لافتاً إلى أن ضيفه "كان شديد الحرص واحترم خصوصيته، باعتباره ضيفاً يريد تقديم الدعم للشعب السوري، وفهم منه أنه يريد دعم العمل العسكري في سوريا لان اسطنبول كانت محطة للذهاب إلى سوريا والعودة منها.

وأكد "بدر" أن "الماجد" هو من أسس تنظيم "القاعدة" في سوريا وعرّف عن نفسه بأنه من المجاهدين العرب في بلاد الشيشان، مشيراً إلى أنه تجول معه في سيارته دون أن يعرف أنه أحد قياديي "القاعدة".

وأخبره ذات مرة أنه على استعداد لتقديم تبرعات بحدود 20 مليون دولار شهرياً للعمل العسكري في سوريا، وتابع: "كنت أظن أنه يدعم الجيش الحر حتى آخر زيارة له حيث علمت أنه يدعم مجموعات غير سورية".

ولفت "بدر" إلى أن "الماجد" حدّثه في آخر لقاء معه عن وجود خلافات بين "الإخوة" في سوريا، دون أن يدخل بالتفاصيل لأنه لاحظ امتعاض "بدر" من دعمه لغير السوريين، فتوقف عن الحديث.

ونوّه محدثنا إلى أنه كان يتعامل مع "أبو يوسف" بنوايا طيبة باعتباره رجلاً سعودياً "يحب الشعب السوري ويتعاطف معه ويدعمه"، مشيرا إلى القيادي الخفي في القاعدة "برر حرصه لأن السعودية تلاحق من يدعم الثورة السورية، ولا يريد أن يتضرر من جرّاء هذا الدعم"، وكانت هذه –كما يقول- آخر مرة يلتقي فيها بالماجد الذي "أدرك خطورة علاقته بي فقطعها وفضل الابتعاد عني لأنني كنت معروفاً للجميع أنني داعم للجيش الحر، وليس للأجانب منذ قيام الثورة".

وبقيت بوابة حركة "الماجد" مطار بيروت الذي كان يتحرك فيه ويعود إليه بحرية -كما يؤكد بدر- مشيراً إل أنه جاء إلى من بيروت وعاد اليها أربع مرات، وكان هذا الأمر مثار تساؤل بالنسبة لمحدثنا فيما بعد -كما يقول- فمن يصدق ان أخطر مطلوبي "القاعدة" ماجد الماجد، المحكوم بالإعدام في لبنان يتحرك من مطار بيروت بدون حماية.

وأكد "بدر" أن "الماجد" قبض عليه يوم 26 كانون الأول ديسمبر/ 2013 في لبنان، ونظراً لتدهور صحته تم نقله إلى المستشفى العسكري في بيروت، حيث كان يخضع لغسل الكلى تحت حراسة مخابرات الجيش. ليتوفى في 4 يناير 2014 في ظروف غامضة. وأعرب "بدر" عن اعتقاده بأن حزب الله هو من أقدم على تصفية "الماجد" بعد انتهاء دوره بتأسيس نواة للقاعدة في سوريا، ولذلك توجّب -كما يقول- قطع الخيوط معه وذلك بإسكاته للأبد لأنه سيصبح مشكلة لحزب الله بعد انتهاء دوره. 

وأكد بدر أنه أراد من كشف هذا الجانب الخفي لأحد قادة "القاعدة" تنبيه الغافلين إلى حقيقة خطورة وجود "جبهة النصرة"، أو ما باتت تُعرف بـ"جبهة فتح الشام" في إدلب وغيرها من المدن، مشيراً إلى أنه تلقى منذ أيام اتصالاً من شخص غريب على "واتس آب" يطلب فيه الحديث معه لكنه -كما يقول- مسح الرقم لأن مجرد التواصل على الجوال يعني تحديد موقعه وبات -كما يقول- مستهدفاً من إيران وحزب الله لافتاً إلى أن القاعدة هي إيران في سوريا، وأصبحت سوريا كلها الآن بيد إيران عدا المنطقة التي تسيطر عليها تركيا والانفصاليون الأكراد..

وتشير معلومات صحفية إلى أن "ماجد الماجد" ولد مطلع آب -أغسطس/ 1973، في العاصمة السعودية الرياض.

وتولى منصب أمير "كتائب عبد الله عزام" في بلاد الشام التابعة لتنظيم "القاعدة" قدم إلى لبنان عام 2006، وشارك مع جماعة "فتح الإسلام" المسلحة المرتبطة بتنظيم "القاعدة" في معركة مخيم نهر البارد ضد الجيش اللبناني عام 2007، ومن ثم انتقل إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين شرقي مدينة صيدا، عام 2009، وبرز اسمه مع تسلمه قيادة تنظيم كتائب "عبد الله عزام" في بلاد الشام صيف العام 2012، التي صنفت من قبل الولايات المتحدة بأنها "منظمة إرهابية".

وأدرجت السعودية اسمه ضمن قائمة 85 مطلوباً بتهم الإرهابـ وأصدر القضاء اللبناني حكماً غيابياً بسجنه مدى الحياة لانتمائه إلى جماعة "فتح الإسلام".


زمان الوصل