في أعقاب عمليات إجلاء مقاتلي المعارضة من أحياء حلب الشرقية، زعمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الرئيس السوري، بشار الأسد، سيفتح جبهة الجولان، متحدِّثة عن خسائر الجيش السوري البشرية الفادحة، والوقت الذي تحتاج إليه عمليات إعادة التنظيم العسكرية وصعوبة نقل الجنود حالياً في ظلّ الطقس الماطر.


الصحيفة التي انطلقت من سيطرة الأسد على 30 في المئة من المناطق الريفية، بما فيها دمشق وحلب وحمص وحماة، قدّرت لنجاحاته العسكرية الأخيرة أن تقوده إلى الإقدام على انتزاع الجولان من إسرائيل، مؤكدةً أنّ خطوات كهذه تستدعي دعماً إيرانياً وروسياً على السواء.

وفي هذا السياق، شدّدت الصحيفة على أهمية هذه المنطقة بالنسبة إلى إسرائيل، لافتةً إلى أنّ الموالين للأسد شبه غائبين في المناطق القريبة من الحدود، باستثناء الجهة السورية لجبل حرمون وقرية القنيطرة وبلدة حضر. وفيما أوضحت الصحيفة أنّ ما تبقى من الأراضي المحاذية للسياج الحدودي يخضع لسيطرة مجموعات معارضة، أشارت إلى أنّ الجهة السورية من المثلث الحدودي الذي يربط بين سوريا والأردن وإسرائيل، جنوب هضبة الجولان، بقبضة عناصر تابعة لتنظيم "داعش".

وبناء عليه، توقعت الصحيفة أن يعقّد تجدد القتال الشرس بين النظام ومقاتلي المعارضة في الجولان الأمور بالنسبة إلى إسرائيل، لسببين، أولهما أن تل أبيب ستردّ على الاشتباكات المتكرِّرة، وهذا من شأنه أنّ يقدِّم لانخراطها بشكل مباشر وبنطاق أوسع مقارنة مع الماضي، وثانيهما أنّ الغارات الجوية الروسية بالقرب من الحدود ستؤدي إلى مواجهات غير مخطط لها مع سلاح الجو الإسرائيلي وأنظمة الدفاع الجوية الإسرائيلية.

على المدى البعيد، ترقّبت الصحيفة أن يترتب عن استعادة النظام السوري السيطرة على الجولان تداعيات خطيرة بالنسبة إلى إسرائيل، فـ"حزب الله" والحرس الثوري الإيراني مهتمان باستعادة السيطرة على المناطق القريبة من الحدود، بما يتيح استخدامها لأغراض "استخبارتية" وتنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي.

في هذا الإطار، كشفت الصحيفة أنّ إسرائيل ستشدِّد أمام الولايات المتحدة الأميركية وروسيا على رفضها تحرّك الأسد ضد المعارضة في الجولان، متوقعةً أن ينصرف النظام السوري إلى تحرير إدلب، باعتبارها محط اهتمام روسي- سوري.

وفي معرض حديث الصحيفة عن التحديات الأخرى التي يواجهها النظام السوري، ومنها تدمر التي استعاد "داعش" السيطرة عليها مؤخراً، ودرعا جنوباً، والرقة معقل التنظيم المذكور، رجحت أن يركِّز الجيش السوري جهوده على هذه المناطق بدلاً من الجولان، متسائلةً عما إذا كانت هضبة الجولان تشكّل أولوية بالنسبة إلى إيران.

ختاماً، تطرَّقت الصحيفة إلى رفض الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، الاتفاق النووي الإيراني، وإلى أفكار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المتعلّقة بإعادة التفاوض بشأنه، خالصةً إلى أنّ قلق طهران "المتزايد" سيؤثر في الوضع في سوريا وفي رغبتها في ممارسة ضغط جديد و"أقرب" على تل أبيب.

("لبنان 24" - Haaretz)