كشفت صحيفة "إيزفيستيا" الروسية عن آخر التطورات الميدانية بخصوص عملية الموصل، وبينت أسباب تعثرها على لسان خبراء عسكريين.

وأكدت الصحيفة أن العراقيين وقوات التحالف الدولي تمكنوا من تحرير ربع مدينة الموصل فقط وهو نصف الجزء الشرقي منها، وهو ما ذهبت إليه القيادة الأمريكية بقولها إن "العملية ضد المسلحين في الموصل سوف تكون طويلة الأمد".

وأوضح قائد قوات التحالف الفريق ستيفن تاونسند بأن العملية العسكرية تسير بصورة أبطأ مما كان يرغب، إذ أن مقاومة المسلحين لم تضعف حيث نفذوا خلال الأسبوع الماضي هجوما معاكسا في ثلاثة أحياء دفعة واحدة، مستغلين سوء الأحوال الجوية، الذي عقد عمل الاستطلاعات الجوية.

وبين الخبراء الأجانب، أن أحد أسباب التباطؤ في هجوم القوات العسكرية العراقية يتلخص في أن عملية اقتحام المدينة اقتصرت فقط على وحدات النخبة في الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب. ولا يتجاوز عدد هؤلاء الإجمالي 15 ألف مقاتل.

وكشفت قيادة عملية "العزم الراسخ" على أن تحرير مدينة الموصل سيستغرق في أحسن الأحوال الملائمة مدة شهر أو شهرين. أما في الظروف غير المواتية، فمن الممكن أن يمتد حتى ستة أشهر. 

وتكمن المشكلة أيضا في المناطق الغربية من المدينة، التي لم تمسها الاشتباكات بعد، حيث ستكون مقاومة المسلحين أكثر ضراوة مما هي عليه الآن.

وتعتبر الفرقة الذهبية التي دربها الأمريكيون، هي القوة الضاربة الرئيسة في خوض العمليات الخاصة، إذ بلغ تعدادها قبل بدء اقتحام الموصل 10 آلاف فرد، فيما أفاد المستشارون الأمريكيون بأن خسائر فادحة لحقت بالقوات الخاصة في المواجهات اليومية، إلى حد فقدانها 50% من المقاتلين. 

واعترف أحد الضباط الأمريكيين أمام صحافيي "بوليتيكو" الأمريكية قائلا: "نحن كنا نعلم أن معركة الموصل ستكون شاقة، ولكن تبين في الواقع أنها أشد ضراوة بكثير مما كان يتخيل أي إنسان". 

وأشار مايكل كوفمان الخبير العسكري، والباحث في معهد كينان التابع لمركز وودرو ويلسون (في الولايات المتحدة)، في حديث مع صحيفة "إيزفيستيا" إلى أن "المسلحين ما زالوا أقوياء". 

واعتبر كوفمان أن النصر على تنظيم الدولة هو مسألة وقت، وأن التنظيم محكوم عليه بالهزيمة إن لم يكن في عام 2017، فسيكون ذلك في عام 2018، وخاصة أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وروسيا سيحرر مناطق جديدة تدريجيا وسيحرم التنظيم من مصادر التمويل. 

وأوضح كوفمان أن الانتصار على تنظيم الدولة لا يتطلب العديد والعدة اللتين وضعتهما الولايات المتحدة وروسيا وغيرهما من المشاركين في هذه الحرب، بل "الاهتمام المستمر بالمنطقة، والتوقف عن البحث عن حلول استراتيجية فورية على حساب المنطقة، وعدم تركها تسير في مهب الرياح من أجل مصالح جيوسياسية في أجزاء أخرى من العالم.

وزعم الخبير كوفمان أن "القوة البشرية للتنظيم لن تعود كافية للدفاع عن الموصل والرقة، وأنه يجب تكريس ترتيب خاص في هذه المنطقة، لكيلا ينشأ وريث للمتطرفين في المستقبل".

وتسود هدنة على جبهات التماس في المدينة، حيث تحتاج القوات العراقية إلى بعض من الوقت من أجل استكمال تطهير الأحياء المحررة، وإحضار تعزيزات عسكرية جديدة ومنح فرصة لاستراحة الوحدات التي خاضت الحرب في المدينة على مدى شهرين.

وبلغت خسائر قوات الأمن العراقية وفق تقديرات الأمم المتحدة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي 2000 قتيل، فيما نفت السلطات العراقية هذه المعلومات ولم تقدم أرقاما بديلة، كما استخدم المسلحون بحسب معطيات القيادة المركزية الامريكية (المسؤولة عن العراق)، خلال المواجهة في الموصل نحو 600 سيارة مفخخة.