نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا؛ تناولت فيه حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إحياء السلام في سوريا من خلال مفاوضاته مع كل من تركيا وإيران، وفي المقابل تم إقصاء الولايات المتحدة الأميركية ووضعها خارج اللعبة. وقالت الصحيفة إن بوتين عبّر عن استعداده للتوصل إلى حلول من أجل وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية، بعد استئنافه في مدينة حلب.


ونقلت الصحيفة عن بوتين قول الجمعة، خلال رحلته إلى اليابان لبحث قضية في جزر الكوريل التي تعتبرها اليابان محتلة من قبل روسيا: "لقد حان الوقت للانتقال إلى حل سياسي لتسوية النزاع السوري". وذكرت الصحيفة أن روسيا، بعدما دعمت الجيش السوري وأشرفت على إجلاء المدنيين، فإنها على استعداد للانتقال إلى "الخطوة التالية، وهي السعي لإعلان وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية. وقالت الصحيفة أن زعيم الكرملين يسعى لفرض نفسه من باعتباره "صانع السلام" في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعمل موسكو الآن على مناقشة الوضع في حلب مع اثتنين من شركائها، وهما إيران وتركيا.

وقالت الصحيفة إن طهران تُعتبر الحليف التقليدي الأول لروسيا، حيث تدخلت المجموعات الشيعية بدعم من الطائرات الروسية للسيطرة على حلب الشرقية، وهذا البيان يوضح التعاون الفعال بين إيران وروسيا، ويبين أن السياسات الإقليمية للبلدين متقاربة. ووصفت الصحيفة العلاقة الحالية بين طهران وموسكو بـ"شهر العسل"، رغم أن وجهات النظر الثنائية تحافظ على تناقضاتها بخصوص القضية السورية ومصير بشار الأسد.

وأفادت الصحيفة أن وزارة الدفاع الروسية بادرت بإنهاء العمليات العسكرية وإجلاء المدنيين من شرق حلب، بينما عبرت الخارجية التركية التي يمثلها وزير الخارجية، مولود جاويش أغلو، عن انتقادها للنظام السوري، علاوة على خروج الآلاف من المواطنين الأتراك في مظاهرات تنديدا بمجزرة حلب والمطالبة بانسحاب روسيا من سوريا.

وأوردت الصحيفة أن هذا الأمر لا يمنع أنقرة، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، من مناقشة إمكانية شراء أنظمة صواريخ "أس 400 " في موسكو، رغم أن تنفيذ الصفقة من شأنه أن يضعف مكانة تركيا في حلف شمال الأطلسي. وأكدت الصحيفة أن الوقت حان لتفهم موسكو أن التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن أن يوصل إلى أية حلول للأزمة السورية، لهذا فهي مجبرة على إشراك جهات إقليمية فاعلة في هذه القضية.

وأوردت الصحيفة رأي نيكولاي كوجانوف، من مركز كارنيغي في موسكو، الذي قال: "النهج الذي يعتمده بوتين منطقي. لقد فهمت موسكو أخيرا أن التنسيق الثنائي مع الولايات المتحدة الأميركية لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية ناجعة". وقالت الصحيفة أن بوتين اقترح إجراء المحادثات في أستانا، عاصمة كازاخستان، الحليف الرئيسي لروسيا في آسيا الوسطى، وقد استضافت الجمهورية السوفياتية السابقة لقاءات لمعارضين مقربين من موسكو؛ مع النظام السوري.

ونقلت الصحيفة عن رئيس لجنة الشؤون الأمنية في مجلس الشيوخ الروسي، فيكتور أوزيروف، أن كازاخستان تلعب دورا محوريا جنبا إلى جنب مع الكرملين، ضمن تطوير الاتحاد الأوراسي، وهو اتحاد اقتصادي سياسي يضم أرمينيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان، وقرغيزستان، وروسيا، وطاجاكستان. وقالت الصحيفة إن السؤال المطروح هنا يتمحور حول دور دول الخليج في القضية السورية، وخاصة المملكة العربية السعودية، وغيرها من الجهات الفاعلة في الأزمة السورية التي تعارض الدعم الروسي للنظام السوري.

وفي الوقت نفسه، أشاد موالون للنظام السوري بالنجاح الذي حققته القوات الروسية في سوريا، فيما نشرت طالبات سوريات صورا لهن بأزياء روسية لتشجيع الجنود الروس في سوريا. وأوردت الصحيفة أن تمارا إسحاق من طرطوس، قامت بنشر صورة لها، بشعرها الأسود الطويل وزيها الروسي وكتبت باللغة الروسية: "أنا مطمئنة ما دامت أرضي تحت سيطرتك".

(لو فيغارو - عربي 21)