أشارت المعلومات المتوافرة، إلى أن هناك علامات استفهام كبيرة تطرح بشأن الأسباب التي دفعت "الثنائي الشيعي" إلى تغيير موقفه، بعدما سبق له أن وافق على حكومة الـ"24"، طالما أنها ستكون حكومة وحدة وطنية وتتمثل فيها مختلف القوى السياسية، خصوصاً أن تشدد قوى "8 آذار" بالنسبة إلى الحكومة الموسعة جاء في أعقاب تمكن النظام السوري من فرض سيطرته بالحديد والنار على مدينة حلب، بالتوازي مع التهديدات والرسائل التي أطلقها رئيسه، التي يفهم منها أن دمشق ستحاول أن تستثمر ما حققته في حلب وغيره في لبنان لإعادة هيمنتها وبسط نفوذها كما كان قبل العام 2005 إذا استطاعت ذلك. 

وأكدت مصادر معنية بعملية التأليف أن "الاتصالات مستمرة، وما يهم الرئيس عون هو تأمين التوازن والميثاقية واحترام الأحجام في أي صيغة ستعتمد، في حين علم أن الرئيسين عون والحريري شددا في لقائهما الأخير على ضرورة احترام التوازن السياسي والطائفي في الصيغة الموسعة المقترحة للحكومة العتيدة". 

في سياق متصل، أوضحت أوساط متابعة لمسار التأليف أن "المحاولة الحاصلة حالياً، إنما تأتي ترجمة لما سبق وذكره "حزب الله" أن تكليف الرئيس الحريري لا يعني التأليف، وبالتالي فإن أي حكومة لن ترى النور إلا بمشيئة "حزب الله" ووفق توقيته، وهذا ما يعرفه الرئيس المكلف الذي سيحاول تدوير الزوايا بحثاً عن مخارج للأزمة وكي لا يدخل التأليف في متاهات الشروط والمطالب التي لا تنتهي.

 


السياسة الكويتية