أصدر تنظيم "داعش" قراراً يفرض بموجبه دفع الناس في مدينة الرقة فواتير الكهرباء والهاتف، بالدرهم الفضي الذي يصكه ديوان بيت المال، التابع له.

ووزع عناصر التنظيم تعليمات لمراكز الصرافة التابعة له، باستبدال العملات التي بحوزة الناس كالدولار والليرة، إلى الدرهم الفضي والفلس النحاسي، دون الإشارة إلى الدينار الذهبي.

وحول هذا الموضوع يقول "الأيهم عبد الحميد" وهو من أهالي مدينة الرقة: "كنا من قبل ندفع فواتير الكهرباء والهاتف بالليرة السورية أو بالدولار، بعد هذا القرار أصبح علينا أن نشتري الدراهم من مراكز الصرافة، ومن ثم ندفعها مجدداً في مركز الجباية". ويضيف الأيهم: "من المستغرب حقاً أن يقبض عناصر التنظيم رواتبهم بالدولار الأميركي، ومن ثم نجبر نحن على التخلي عن الليرة والدولار لنبيعها ونشتري مقابلها دراهماً فضية وفلوساً نحاسية، ليس عندي شك أن التنظيم يريد أن يسحب كل العملات التي تحمل قيمتها، من السوق، واستبدالها بعملاته الفضية والنحاسية التي لا تملك قيمة فعلية في الأسواق الخارجية، وإلا ما معنى استثناء الدينار الذهبي من قرار وجوب الشراء؟".

وتبلغ فاتورة الكهرباء 5 دراهم فضية، بينما تبلغ فاتورة الهاتف الأرضي درهمين اثنين، ويساوي الدرهم الواحد 1400 ليرة سورية، وهذا ما يعتبره الناس فوق طاقتهم بكثير، في ظروف صعبة تعيشها المدينة على كافة الأصعدة.

يقول "أبو أحمد" من سكان الرقة: "كانت الفاتورة الثابتة للهاتف منذ عام واحد 800 ليرة سورية فقط، بينما اليوم ندفع أضعاف هذا المبلغ، إضافة إلى 7000 ليرة للكهرباء التي لا تأتينا إلا في المناسبات والصدف، وإذا امتنعنا عن دفع رسوم الكهرباء بسبب عدم استفادتنا منها، فيتم قطع الهاتف عن المنزل أيضاً، انها الجشاعة الشرعية لدى هؤلاء اللصوص".

وكان تنظيم "داعش" قد بدأ بالترويج لعملاته منذ سيطرته على المدينة في أوائل عام 2014، عبر إصدارات مرئية طويلة، ولافتات إعلامية احتلت أماكن عدة في أسواق المدينة، حتى بدأ بصكها في شهر آب من العام المنصرم، إلا أن التعامل بها لم ينتشر أبداً بين الناس، رغم توفرها في أسواق الصرافة، لتفضيل الناس وعناصر التنظيم أنفسهم التعامل بالدولار الأميركي والليرة السورية.

(الآن)