شن حزب الدعوة برئاسة رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، هجوما حادا على التيار الصدري، داعيا أتباعه إلى الاستعداد لمواجهة عسكرية.

جاء ذلك على خلفية التظاهرات التي قوبل بها المالكي أثناء زيارته لمحافظات الجنوب، في الوقت الذي نفى التيار الصدري علاقته بها، وتأكيده عدم قدرة «الدعوة» على تنفيذ تهديداته. 

وأفادت مصادر في التحالف الوطني الشيعي، نقلتها وسائل إعلام، بأن التصعيد الكبير الذي قام به حزب الدعوة، وتهديده لأتباع التيار الصدري بشن حملة عسكرية شبيهة بالحملة المسماة "صولة الفرسان"، التي شنها نوري المالكي عندما كان رئيسا للحكومة ضد اتباع التيار الصدري، يعتبر تحولا في العلاقة المتأزمة أساسا بين الطرفين، ويهدد بمواجهات لا تحمد عقباها إذا ما تحولت إلى صراع مسلح. 

ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصدر في التحالف أن الفشل الذي قوبل به زعيم أحد أجنحة حزب الدعوة نوري المالكي أثناء زيارته إلى المحافظات الجنوبية، وعدم قدرته على جمع شيوخ ووجهاء تلك المناطق رغم استخدام المغريات، إضافة إلى اتساع التظاهرات المناهضة للمالكي وحزبه، وتحميله مسؤولية تدهور أوضاع العراق، كل ذلك ساهم في ردود الأفعال العنيفة من قبل كوادر حزب الدعوة.

وأشار إلى أن حزب الدعوة غير قادر على تنفيذ تهديداته ضد أتباع التيار الصدري لعدة أسباب، منها أن التيار الصدري نفى مسؤوليته عن تلك التظاهرات، كما أن التيار يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة في الشارع الشيعي أكبر بكثير من جماهير حزب الدعوة الذي فقد الكثير من رصيده الشعبي بين الشيعة.

ونوه إلى أن الرأي العام الشيعي خصوصا والعراقي عموما، إضافة إلى المرجعية الشيعية، أصبحوا جميعا مقتنعين بالدور الضار بالبلد الذي لعبه حزب الدعوة خلال فترتي رئاسة المالكي للحكومة، التي تميزت بتفشي الفساد المالي، ونمو حيتان الفساد، والفشل في إدارة الحكومة، وانتشار الطائفية.

كما كانت فترة المالكي شهدت فشلا في حماية البلد من تنظيم «الدولة »، رغم الإمكانيات الكبيرة المتوفرة لدى القوات الأمنية.

ونفى التيار الصدري مسؤوليته عن تنظيم التظاهرات في محافظات البصرة وميسان وذي قار، المناهضة لزيارة نوري المالكي إلى مدنها مؤخرا.

بدوره، رد المتحدث باسم مكتب الشهيد الصدر في بغداد، إبراهيم الجابري، على ما جرى للمالكي، وقال في تصريحات إن تلك التظاهرات شعبية خالصة، ولم تتم بتوجيه من أي كتلة سياسية، بما فيها التيار الصدري.

وأشار إلى أن الأنباء التي تشير إلى ضلوع التيار الصدري بتنظيم تلك التظاهرات عارية عن الصحة، موضحا أن "التظاهرات نظمها أبناء الشعب العراقي، خاصة أولئك الذين عانوا الفقر والجوع والحرمان إبان حكومة المالكي السابقة، فضلا عن عوائل شهداء سبايكر والصقلاوية".