تحت عنوان "بداية نهاية الحرب الأهلية السورية"، نشر موقع "ستراتفور" الاستخباراتي الأميركي تقريراً تناول فيه مستجدات الميدان السوري، واصفاً حسم معركة مدينة حلب لمصلحة النظام السوري بـ"غير المفاجئ"، نظراً إلى أنّ مصيرها تقرّر بعدما فشلت محاولات المعارضة المسلحة كسر الحصار في 28 تشرين الأول، فشلاً ذريعاً، ومتوقعاً مضاعفة الحكومة السورية جهودها في سبيل إنهاء الحرب عسكرياً.


الموقع رأى أنّ استعادة الجيش السوري السيطرة على حلب سيحقق الفوز الأكبر للنظام منذ بداية الحرب في العام 2011، وسيسدد الضربة الأقوى للمعارضة، فبعد خسارة هؤلاء هذه المدينة الحاسمة، سيصبح حلمهم بالفوز بعيد المنال كما سيُقوّض موقعهم على طاولة المفاوضات، متوقعاً استغلال القوات الموالية للنظام المكاسب التي حققتها لتواصل تقدمّها العسكري واستعادة السيطرة على أراضٍ أخرى تابعة للمعارضة في العام المقبل.

في السياق نفسه، اعتبر الموقع أنّه بعد تأمين دمشق واستعادة السيطرة على حلب، لن تشكِّل المعارضة المسلحة تهديداً وجودياً لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، مرجحاً تركيزها على إبقاء "الثورة" حية على الرغم من تعرّضها لهجمات على يد القوات النظامية.

إلى ذلك تحدّث الموقع عن إجهاد القوات النظامية التي تفتقد للقوة البشرية اللازمة، انطلاقاً من نجاح "داعش" في استعادة السيطرة على تدمر في 11 كانون الأول الحالي، مقدّراً فقدان حلفاء دمشق الاهتمام في مواصلة القتال، بعدما مكنوا الأسد من إحراز تقدّم ميداني كبير.

في هذا الصدد، رجّح الموقع بحث بعض شركاء سوريا في القتال، لا سيّما روسيا، عن أقرب مخرج، مستطرداً بالقول إنّ موسكو لن تبدي حماسة في مواصلة تزويد دمشق بالدعم الميداني، على الرغم من رغبتها في الحفاظ على "سطوتها" على سوريا، ضماناً لموقعها في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية، ملمحاً إلى الاختلافات في وجهات النظر بين كلّ من روسيا وإيران في ما يتعلّق بالعمليات العسكرية في حلب.

توازياً، تحدّث الموقع عن معاناة الاقتصاد السوري، لافتاً إلى أنّ الوضع الاقتصادي المستقر في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بالمقارنة مع مناطق المعارضة، يسجل نقطة لصالح حكومة الأسد؛ علماً أنّ المعارك المستمرة أدت إلى تدهور الظروف الاقتصادية والمعيشية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، تجلى آخرها باستيلاء "داعش" على أغلبية حقول الغاز في تدمر.

في هذا الإطار، أوضح الموقع أنّ كلفة تمويل القوات العسكرية وإصلاح الأضرار التي ألحقتها الحرب بالبلاد ستزيد اعتماد دمشق على الممولين الخارجيين، لا سيّما إيران، مشيراً إلى أنّ هذا الاحتمال سيشكل خطراً دائماً من شأنه تقييد قضبة الأسد على البلاد.

ختاماً، لفت الموقع إلى أنّ سقوط حلب بيد النظام سيدفع الحكومة السورية إلى مواصلة الحرب، على الرغم من أنّ الحل العسكري احتمال مستبعد، مؤكداً أنّ نهاية الحرب السورية ما زالت بعيدة جداً، فلا يكفي سقوط حلب بيد النظام لإيصال هذا النزاع إلى خواتيمه، ناهيك عن أنّ دمشق ستحتاج لسنوات لتحقيق الفوز العسكري، إذا كان هذا ممكناً، على حدّ ما أورد.

(لبنان 24" - Stratfor)