بعد ايام قليلة من نشر خبر اغتيال عقيد الحرس الثوري الايراني حسام خوشنويس و الذي تولى طيلة سنوات السبعة الماضية مسئولية الهيئة الايرانية لاعمار لبنان، لا زال يبقى الغموض سائداّ على ملابسات هذه الحادثة. إذ أعلن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر بأنه قتل حسام خوشنويس و اسمه الحقيقي حسن شاطري" مع عدد من مساعديه وعناصره في الغارة الإسرائيلية على منطقة جمرايا في ريف دمشق بالقرب من الحدود مع لبنان خلال مهمة الإشراف على نقل أسلحة وصواريخ إلى لبنان علماً أنه وبعد وصوله دمشق قادماً من بيروت مباشرة عقد عدة اجتماعات مع مستشارين أمنيين وعسكريين إيرانيين وسوريين قبل توجهه إلى جمرايا ويلاقي مصرعه." و الذي يقوي صحة هذا الادعاء هو أن البيانات الصادرة من مختلف الجهات الايرانية، من الحرس الثوري الى الرئاسة الجمهورية التي كان خوشنويس ممثلا خاصاً لها في شؤون إعادة بناء المناطق المدمرة في لبنان خلال الحرب عام 2006، مرورا بالوزارة الخارجية و سفارتها في بيروت، لم تحمل المعارضة السورية سواء الجيش السوري الحر أو جبهة النصرة، مسؤلية اغتيال هذا القائد، و إنما أشارت إلى ما سمته مرتزفة و عملاء الكيان الصهيوني الذي اقتص من مسؤول إعادة أعمار لبنان. و تميل معظم هذه البيانات أن تحمل إسرائيل، مسئولية هذا الإغتيال كما وعد ايضاً حجة الاسلام علي الشيرازي ممثل المرشد الاعلى في سلاح البحر يوم الجمعة بأن إيران ستقتص من إلكيان الصهيوني، و لا يذهب دم خوشنويس هدراً، مما يشير إلى تورط إسرائيل المباشرا في قتل هذا القائد العسكري. و يبدو أن كتمان خبر قتل خوشنويس و تأجيله إلى بعد عشرة ايام سببه الأول عدم الإعتراف بنقل الأسلحة من سوريا الى لبنان و الذي يقال أن مهمة خوشنويس كانت الإشراف عليه و أيضا عدم إعطاء مكسب لاسرائيل حتى تشعر بأنها ضربت العصفورين بحجر واحد، رغم أن بيان القيادة المشتركة للجيش السوري الحر، يقول بأن العقيد الايراني قتل مع عدد من مساعديه و عناصره الذين لم يكتشف حتى الآن أسمائهم و جنسياتهم. لأنه كان يرافقه دائماً عدد من عناصره اللبنانيين و قال الشيخ علي رضا بناهيان في خطابه خلال مراسم التشييع بان خوشنويس لم يكن أقل من عماد مغنية.