اعتبر مراقبون أن استخدام إسرائيل لصواريخ أرض-أرض في قصف مطار المزة السوري غرب دمشق، يمثّل تطورا لافتا في أدوات الردع المستخدمة التي كانت تقتصر على تدخل سلاح الجو.

وقد اعترف مصدر عسكري تابع للنظام السوري، بتعرض مطار “المزة” العسكري الأربعاء، إلى قصف إسرائيلي، ما أدى إلى نشوب حريق في المكان، دون وقوع إصابات.

واعتبر خبراء عسكريون أن تنشيط إسرائيل لعملياتها العسكرية ضد أهداف في سوريا يعكس تصاعد قلق تل أبيب من تحركات تعتبرها اختراقا للخطوط الحمراء التي تمس أمنها مباشرة، خاصة ما تعلق بأنشطة حزب الله.

وتقول تقارير مختلفة إن الحزب استثمر الأزمة السورية لزيادة ترسانته عبر تدفق الأسلحة الإيرانية التي ترسل في الظاهر لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، لكن جزءا منها يحول إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأشار الخبراء إلى أن إسرائيل ترسل من خلال القصف الصاروخي الذي استهدف عمليا دمشق من خلال “المزة”، رسائل إلى موسكو أيضا، تذكّر بعدم التراخي في مسائل التفاهمات مع روسيا، في كل ما يمكن أن يمثّل تهديدا لأمن إسرائيل، خصوصا وأن مطار المزة يعد بمثابة الرئة لنظام الأسد في دمشق وريفها الغربي، ويضم بداخله فرقا عسكرية وأمنية ومخابراتية متعددة.

وتقول بعض المصادر إن دمشق اضطرت للاعتراف بالغارة الصاروخية بعد أن تحدثت تقارير إعلامية عن دوي انفجارات قوية داخل المطار واندلاع حريق فيه.

وذكرت بعض المصادر الإعلامية أن القصف استهدف مدرج مطار المزة العسكري، بالإضافة إلى مقر قيادة عمليات الفرقة الرابعة داخل المطار، ما أدى إلى اشتعال النيران.

وقد برر بيان الجيش السوري القصف بأنه من ضمن “المحاولات اليائسة التي يقوم بها العدو الإسرائيلي لدعم المجموعات الإرهابية”، فيما يرى مراقبون أن استهداف إسرائيل لنقاط محددة في سوريا لا يرمي إلى إضعاف النظام، ذلك أن أغلب المناطق التي استهدفتها لم تؤثر على موازين الصراع.

ويؤكد مراقبون أنه لو رغبت إسرائيل بذلك لوجهت ضربتها مثلا إلى القصر الرئاسي الذي يبعد أقل من 3 كيلومترات عن مطار المزة العسكري.

وقد امتنع الجيش الإسرائيلي عن تأكيد أو نفي القصف، علما بأنه يرفض عادة التعليق على أي أنباء حول عملياته الخارجية. لكن تصريحا نقل عن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان قال فيه إن إسرائيل تعمل على منع تهريب أسلحة نوعية إلى حزب الله.

 

العرب