اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الولايات المتحدة «عدوّ» لبلاده، مشدداً على أن توقيع نظيره الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما قراراً أقرّه الكونغرس يمدّد لعشر سنوات عقوبات تفرضها واشنطن على طهران، ينتهك الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست. ولوّح بـ «ردّ قاس جداً»، مؤكداً أن الإيرانيين «لن يسمحوا» للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بـ «تمزيق» الاتفاق.
وأشار إلى أن لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق ستعقد اليوم اجتماعاً لاتخاذ قرار في شأن تمديد العقوبات الأميركية، علماً أن روحاني يرأس اللجنة التي تضمّ رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني ووزيرَي الخارجية محمد جواد ظريف والدفاع حسين دهقان وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام سعيد جليلي، وعلي اكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية علي خامنئي.
وأشار روحاني إلى أن «إيران تواجه 6 دول في الملف النووي، بعضها صديق وبعضها عدوّ، مثل أميركا ولا نختلف على ذلك، لأنها تستغلّ كل فرصة للضغط علينا». مضيفاً: «لا خلافات داخلية في إيران حول الردّ على انتهاك الاتفاق، وإذا وقّع الرئيس الأميركي قرار الكونغرس، ولو جُمِد القرار بعد التوقيع، سيكون ردّنا قاسياً جداً».
وأكد أن هناك «إجماعاً» في إيران، وزاد في إشارة إلى ترامب: «هناك رجل مُنتخب في الولايات المتحدة، قد يرغب في إضعاف الاتفاق النووي وتمزيقه». وسأل في خطاب أمام طلاب إيرانيين: «هل تعتقدون أن أمّتنا ستسمح بذلك؟».
ودافع روحاني عن الوفد الإيراني الذي شارك في المفاوضات النووية، مؤكداً أن الوفد والحكومة لم يُقدما على أي خطوة من دون الحصول على موافقة خطية من المرشد. واستدرك: «ربما تكون هناك نواقص، لكن المبدأ كان تنفيذ قرارات القائد»، في إشارة إلى خامنئي.
في السياق ذاته، اعتبر لاريجاني قرار الكونغرس «مؤذياً»، داعياً إلى «تقديم شكوى حول خرق» الاتفاق. وتابع: «كان هناك تسرّع في جوانبٍ، إذ لم يكن ممكناً عقد اجتماع في أي وقت ومكان. لم يكن سهلاً إجراء المفاوضات وإنهاؤها في غضون سنة ونصف السنة، خصوصاً أنها تناولت الملف النووي طيلة السنوات الـ12 الماضية، وكان يجب حسم الأمور في فترة محددة، لذلك سعى المفاوضون إلى الإسراع في تحقيق نتائج». وأكد أنه وجب على المفاوضين صوغ «مقاطع معينة» من الاتفاق «في طريقة أكثر دقة، لتجنّب تفسيرات متباينة».
ولفت لاريجاني إلى أن «الوفد الإيراني كان يؤكد خلال المفاوضات أن تمديد العقوبات لعشر سنوات ينتهك الاتفاق، لكن الوفد الأميركي كان يرفض ذلك ويقول إنه امتداد للقوانين السابقة وليس قانوناً جديداً»، مشيراً إلى أن «ظريف أكد أن (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري أعلن أن إيران محقّة في هذا الصدد».
وأكد ولايتي، أن أعضاء لجنة الإشراف على تطبيق الاتفاق النووي «متفقون على أن توقيع الرئيس الأميركي قرار تمديد العقوبات ينتهك الاتفاق». وأضاف أن اللجنة ستتخذ قراراً بـ «ردّ مناسب وواضح وحازم» على واشنطن.
وأسِف صالحي لـ «ما يشهده الاتفاق من ممارسات أميركية غير منطقية»، معلناً أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، سيزور طهران هذا الشهر.