14 شباط حدث لبنان التاريخي سوف يبقى أثره ماثلاً ومؤسساً وتاريخاً تتأسس عليه الصيغة اللبنانية ففي 14 شباط 2005 دوى انفجار كبير هز لبنان في عاصمته الصاخبة بكل الوان الحياه وكان الهدف رجلاً يضج بالحياة والاحلام والمستقبل كان المشهد السياسي منقسماً على عنوان سياسي معلن وهو التمديد لعهد الرئيس اميل لحود وما يحمل هذا العهد من تبعيه مثقلة للنظام السوري الذي استقر له حكم لبنان بعد دخول جيشه البلد الذي أضرم اهله نار الإحتراب الداخلي في عام 1975 حيث المشهد السياسي أنذاك منقسم على أولويات المحافظة على الكيان أو أولوية المقاومة التي كان الفسلطينيون روادها أنذاك.

كان دخول الجيش السوري ليضبط الإيقاع ايقاع المدافع والرصاص على انغام المشروع المعدّ للبنان. بإقصائه عن دوره الريادي في مسيرة التقدم والإزدهار وليس ليسكت  المدافع وتنتهي حالة الاحتراب الذي كان اللبنانيون قد إختاروها وسيلة في اثبات توجهاتهم في توصيف دور لبنان ومستقبله. ومن المفيد ان لا ننسى أن  دخول الجيش السوري كان بطلب داخلي لفئة كانت تريد ان تستقوي على أقرانها وكان بدعم خارجي أفضى إلى تلزيم الوطن إلى نظام حديدي لم يخرج يوماً على المصالح الغربية في شرقنا.

عاث هذا الجيش فساداً  وتضييقاً وحصاراً وتصفيه للقضية الفلسطينية في تل الزعترإلى حروب المخيمات وما بينهما وقد كان هذا احد الادوار التي طلبت منه داخلياً  وخارجياً، بعدها ساعده  على ذلك الاجتياح الإسرائيلي الذي اطلق الرصاصة القاتلة على مشروع الكفاح المسلح للفلسطينين.

 بعد ذلك و ليثبت النظام السوري وجوده الدائم في لبنان وسوريا  أدخل اللبنانيين والاحزاب باحتراب كان يسلح معظم حروبه.

الى أن بدأت في لبنان دعوات الخروج لمقاومة المحتل الإسرائيلي تعامل معها في العلن من خلال شعارات الممانعة والمقاومة بأدبياته المعلنة وفي  العمق تركها كبؤره لتقويض مشروع بناء الدولة التي لم يكن يؤمن بها ولا بيوم من الايام الا كأمر واقع. فكان دعمه للمقاومة تارة وإدخالها في إحتراب بين مكوناتها تارة أخرى (امل حزب الله الشيوعي ) إلى  أن  دجّن معظمها في مشروعه وايقاعه التي يعطيه دوراً دائماً للتهدئه والضغط عندما يلزم ودائما"ً للمصلحة الاسرائيلية الامريكية" واستحكم على قرار الدولة  اللبنانية وحوّلها الى تابع له في ما بعد  في مرحلة المفاوضات  الإسرائيلية العربية.

كان وجوده الثقيل بجيشه عاملاً الضغط على الواقع اللبناني بكامله. حتى بعد اتفاق الطائف الذي بموجبه أنهى اللبنانيون حروبهم وحلوّا مليشياتهم  وبدأوا في مشروع بناء الدوله من جديد، عمل على تعثر تطبيق الطائف وأغرى الفاسدين والساسة بفساد شارك فيه النبيل قبل الخسيس وبقي المشهد السياسي يراوح مكانه في خطة نهوض متعثرة بأشواك الاشقاء.

وتراكم العمل النضالي في وجه المحتل جنوباً والذي كان بعض أهله يسجلون من خلاله النقاط ليثبت مواقعهم مع بعض قناعة وكثير تعبئة والكل يمشى رويد والكل طالب صيد.

إلى أن تحقق الخروج الإسرائيلي في مشهد تاريخي نال البعض من نقائه وقبله الكثيرون على أنه نقطة الضوء في تاريخنا المعاصر.

وكان وقعه  الاثقل على الوجود السوري حيث لم يعدهناك مبرر لبقائه بعد بناء الدولة قيد الانجاز وخروج الجيش الإسرائيلي وأصبح الطلب ملحاً من المجتمع الدولي الذي هو من أعطي هذا الوجود شرعيته وهو صاحب اليد الطويلة في نزع الشرعيه مع مطالبة داخلية لم تيأس في تكرار الطلب من القوات السورية بضرورة الخروج من لبنان كان على رأسها رأس الكنسية المارونية وقرنة في أعالي المتن الشمالي ضمت شخصيات معارضة انطلقت وقررت الإنتفاض على الواقع المستسلم للوجود العسكري السوري واحتلاله لقرار الدولة.

عندها كان زعماء الموارنة المسيحيين منهم من غيب في غياهب السجون بفيلم أدى الى فتح ملفات الحرب (سمير جعجع ) ومنهم من أبعد بملفات فساد (أمين الجميل) ومنهم من أبعد خاسراً لمعركة تقاطعت فيها مصالح الدول  الكبرى مع مصلحه النظام السوري بعد مشاركته في الحرب الدوليه على العراق قضت بإزالة الخطوط الحمر التي رسمت لسنوات"(ميشال عون).

كان في الساحة أنذاك زعيم الجبل وليد بيك جنبلاط الذي التقط إشارة بدء العد التنازلي لإنقضاء مدة التلزيم للوجود السوري في لبنان.

عندها كانت أدبيات رفيق الحريري وخطاباته حول العلاقات اللبنانية السورية حاكمه عليه وغير قادر من التفلت الادبي منها علناً حيث انه لم يكن ليأخذ دوره الكبير الذي يتناسب وحجمه بلا تأييد النظام السوري على حساب الدور التاريخي للسابقين  في تأسيس الكيان اللبناني وعلى رأسهم موقع رئاسة الجمهورية.

حينها تفلت رفيق الحريري خارجياً حتى يعمل مع أصدقاء له في موقع القرار الدولي "شيراك" على الترويج لاصدار قرار دولي يقضى بالطلب من النظام السوري سحب جيشيه من لبنان.

وهذا ما كشفه دبلوماسيون أمريكيون للنظام السوري في أن الفرنسين وشريكهم الشيخ رفيق هم من عملوا على اصدار القرار في الامم المتحدة في انهاء دور الجيش السوري في لبنان.

وهذا ما أغرى النظام في سوريا على مضايقة الحريري وكان ذلك برفع الابط الامريكي عن رجل فرنسا ،و كان لذلك الاثر في تزحلق النظام على قشرة الموز كما تزحلق نظام صدام حسين في دخوله الكويت  فقرروا مع حلفاء لهم تنظيف الساحة من عملاء  الفرنسيين بدء يمروان حماده لعلاقاته ودوره الدولي في ذلك وكانت هذه الإشارة بمثابة الضربة لعصفورين بحجر واحد  جنبلاط – حريري.

وبعدها لم يكتفوا بذلك فكان قرار التخلص من الرجل الكبير بالنظر إلى مقاساتهم.

في الحقلة الثانية النتائج العكسية لعملية التخلص من رفيق الحريريوالخطأ التاريخي للمقاومة في التشبث بالوجود السوري في لبنان .