تتابع الأوساط الدبلوماسية الغربية والعربية والإسلامية التطورات المتسارعة في لبنان منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، وتنشط هذه الأوساط للتواصل مع الشخصيات السياسية والإعلامية والدينية من أجل مواكبة التطورات والاطلاع على آراء مختلف الأطراف اللبنانية بشأن المرحلة المقبلة، وانعكاس ما جرى في الأسابيع الماضية على مستقبل الأوضاع في لبنان ولا سيما التفاهمات التي كانت قائمة ودور حزب الله في سوريا وأبعاد ما قام به الحزب من عرض عسكري في بلدة القصير السورية ودلالات كل هذه الأحداث.

فما أبرز ما تطرحه الأوساط الدبلوماسية العربية والغربية والإسلامية حول التطورات اللبنانية؟ وكيف تنظر هذه الأوساط إلى التطورات الحاصلة في لبنان منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وصولاً إلى العرض العسكري لحزب الله في بلدة القصير وآخر التطورات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة؟
تساؤلات دبلوماسية
بداية ما هي ابرز التساؤلات والموضوعات التي يطرحها الدبلوماسيون العرب والغربيون بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية واختيار الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة؟
يبدي الدبلوماسيون العرب والغربيون اهتماماً بمتابعة التطورات السياسية التي حصلت منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً، وفي ضوء خطاب القسم الذي ألقاه في مجلس النواب، وكذلك اختيار الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة.
ولقد برز الاهتمام الدبلوماسي العربي والإسلامي والغربي بالوضع اللبناني أولاً من خلال سلسلة الزيارات التي قامت بها وفود  الوزراء والمندوبين العرب والغربيين والدول الإسلامية إلى لبنان وآخرهم الوفد السعودي الملكي وكذلك التحضيرات لزيارة رئيس الجمهورية الفرنسي فرنسوا هولاند أو رئيس الحكومة الفرنسي .
ومن أبرز الاسئلة التي يطرحها الدبلوماسيون الغربيون والعرب على القيادات اللبنانية وعلى بعض الشخصيات السياسية والإعلامية: ما هي انعكاسات التطورات السياسية التي حصلت على التفاهمات القائمة بين القوى السياسية اللبنانية ولا سيما التفاهم السياسي بين «التيار الوطني الحرّ» و«حزب الله»؟ وكيف سيوفق رئيس الجمهورية الجديد العماد ميشال عون بين ما طرحه في خطاب القسم من تحييد للبنان عن الصراعات الخارجية وعدم التدخل في الشؤون الخارجية للدول الأخرى والتزام ميثاق الجامعة العربية والقرارات الدولية، وبين دور «حزب الله» في سوريا وتدخل الحزب في الصراعات في عدد من الدول العربية؟
ويولي الدبلوماسيون العرب والغربيون اهتماماً بمستقبل الأوضاع السياسية بعد تشكيل الحكومة الجديدة والدور المستقبلي للرئيس سعد الحريري و«تيار المستقبل» وقدرته على استيعاب الاعتراضات التي برزت إن من داخل التيار او البيئات القريبة منه، ولا سيما ظاهرة الوزير أشرف ريفي.
كذلك تبقى الاوضاع الامنية والحرب على المجموعات الارهابية وكيفية التعاطي مع ملف اللاجئين السوريين والأوضاع الاقتصادية والمالية من ضمن اهتمامات الدبلوماسيين لما لهذه التطورات من انعكاس مباشر على الأوضاع اللبنانية الداخلية وحماية الاستقرار اللبناني.
النظرة لمستقبل لبنان
لكن كيف ينظر الدبلوماسيون العرب والغربيون لمستقبل الأوضاع اللبنانية في ضوء التطورات المختلفة؟
يعبّر عدد من الدبلوماسيين عن ارتياحهم للتطورات التي حصلت، ولا سيما انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية أو اختيار الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، لأن هذه التطورات أسهمت في اعادة ترتيب أوضاع المؤسسات الدستورية وساعدت في تنشيط الحياة السياسية الداخلية بعد الفترة الطويلة من الفراغ الرئاسي والخوف الذي كان قائماً على مستقبل الوضع اللبناني.
لكن هؤلاء الدبلوماسيون يؤكدون انه مع أهمية ما جرى لكن المهم متابعة العمل من خلال الحكومة الجديدة ووضع قانون جديد للانتخابات واجراء الانتخابات في موعدها لأن ذلك يُسهم في تفعيل الحياة السياسية والتمهيد لبروز نخب سياسية جديدة.
وبالاجمال يمكن القول ان الأوساط الدبلوماسية العربية والإسلامية والغربية تعبر عن ارتياحها للتطورات التي حصلت حتى الآن لكنها ستظل تراقب المتغيرات الجديدة وأداء مختلف الأطراف السياسية ان على صعيد الموقف مما يجري داخلياً أو لجهة دور حزب الله المستقبلي في سوريا، ولا سيما بعد العرض العسكري الأخير في القصير الذي أثار الكثير من الأسئلة والالتباسات حول دلالات هذا العرض وانعكاسه على الوضع اللبناني الداخلي.

 

مجلة الأمان