بناء الدولة والإلتزام بأحكام الدستور وتطبيق القوانين وإدخال الإصلاحات والتعديلات وتطوير ما يجب تطويره وإرساء قواعد الثواب والعقاب وإسناد المكان المناسب إلى الرجل المناسب وتلبية الطموحات ومتطلبات الكفاءات...


هل كثيرة هي تطلعات عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ناجي غاريوس؟


ليست بالكثيرة لأنه يرى أن عهد الرئيس ميشال عون انطلق من هذه الثوابت ومن سواها كذلك من إرساء نهج جديد يؤسس لعودة الوطن إلى الوطن ولإنطلاقة لبنانية واعدة تنقل اللبنانيين من الحالة التي وصلوا إليها عشية الإنتخابات الرئاسية إلى واقع الإزدهار والتطور والإنفتاح والسيادة والإستقلال والقرار الحر تحت سقف الدولة والدستور.

نائب بعبدا يؤكد لـ"لبنان 24" أن اللبنانيين يأملون من العهد تحقيق الكثير بعدما عانوا الأمرين على مختلف الصعد بسبب الأزمة الدستورية والفوضى، وبعدما فرضت عليهم الزبائنية مع الولاء غير المنطقي والفساد المستشري وتسخير الدولة للمصالح الفردية.

د.غاريوس مرتاح إلى قرب دوران العجلة الوطنية التي تعد بنقلهم لبنان إلى مرحلة أفضل تعيد الوطن إلى مصاف الدول الراقية.

وكيف يتحقق ذلك؟

يجيب غاريوس مؤكداً أنه يجب العودة إلى الاصول، وهو ما شدد عليه العماد عون بشكل خاص في خطاب القسم وفي كلمته عشية عيد الإستقلال، لافتاً إلى أنه إذا ذهبت الامور في هذا الإتجاه فإن الآمال ستكبر بسرعة والإطمئنان سيعود إلى النفوس.

غاريوس ينطلق من الإرتياح الذي ولده الإتفاق على انتخاب عون، والذي تعاظم مع إنجاز الإستحقاق الرئاسي، والذي تعاظم أكثر مع تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة...وخير دليل على ذلك أن المؤشرات الإقتصادية والمالية دلت على قرب النمو الحقيقي وأن المسؤولين العرب والغربيين والأجانب عاودوا تواصلهم بمختلف الطرق مع الدولة اللبنانية.

غاريوس يرى ضرورة ملحة في تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد وفي إقرار قانون جديد للإنتخاب يحقق صحة التمثيل وإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها...إنما بسرعة وليس بتسرع وبما يوحي ثقة للجميع وعلى مختلف المستويات.

الأهم بنظره أن يتم التأسيس لنهج جديد وعقلية جديدة في إدارة الدولة والتعاطي مع الشأن العام وفي حقيقة الأمر فإنها عقلية قديمة بمعنى من المعاني ألا وهي الإلتزام بالدستور والقوانين وأن يكون المسؤولون في خدمة الدولة والناس وقضاياهم والإقتصاد وكل شؤون الوطن وشجون شعبه لا العكس، حيث كانت الدولة ومعها كل الشعب واقتصاده وقضاياه في خدمة الكثير من المسؤولين والسياسيين والحزبيين.

المطلوب كذلك أن يرسى النهج الجديد على اسس مؤسساتية وأن يغلفه الهدوء والروية وأن يذهب باتجاه إرساء مفهوم المواطنة السليمة والحقيقية.

وبرأي غاريوس فإن الجميع قادرون على أن يرسوا قواعد هذا النهج وأنه يمكن الإعداد له جيداً معهم كلهم، شرط توافر النوايا الحسنة والإستعداد لتخطي الماضي والتطلع إلى المستقبل.

ومن الأمثلة على ذلك أن تتمثل كل الأطراف التي يحق لها في الحكومة إنما باختيارها للوزراء الكفوئين ليكون أداؤهم جيداً جداً من كل الزوايا في حقائبهم.

المطلوب إذن دائماً، حسب نائب بعبدا، ان يتوقف مشهد شحذ الوظائف والخدمات حيث يدق المواطن باب المسؤول ليحصل على خدمة أو وظيفة، وهو يكون من أصحاب الكفاءات وحصوله على مطالبه من واجبات الدولة البديهية، الأمر الذي لن يتحقق إلا بالذهاب إلى إرساء هذا النهج الجديد.

د.غاريوس يقول إن وقوع أزمات دستورية وارد في أي وقت كان لكنه إذا ارسي هذا النهج فإن الإدارات ستكمل أعمالها ولن تتعطل على الإطلاق ومن الأمثلة المعبرة أن المؤسسات في بلجيكا بقيت تعمل بانتظام مع أن أزمة كبرى تحكمت بها فترة غير قصيرة على الإطلاق.

سياسياً لا يرى غاريوس مانعاً من أن تأخذ الإتصالات المتعلقة بتشكيل الحكومة وقتها الكافي إنما يجب ألا يقع اللبنانيون في أزمة تأليف، وشرط ان تأتي التشكيلة ملبية للطموحات والتطلعات، داعياً إلى إقرار قانون جديد للإنتخاب لا العمل بكل الأساليب الإحتيالية للإبقاء على قانون الدوحة وإجراء الإنتخابات النيابية على أساسه بألف ذريعة وذريعة.

مطلوب أيضاً تدريب الناس على الأساليب الجديدة للإنتخاب إذا اقر قانون جديد يقوم على النسبية أو إذا كان مختلطاً من النظامين الأكثري والنسبي... فالأهم عند نائب بعبدا الوصول إلى إتاحة الفرصة لتحقيق صحة التمثيل.

ويختم د.غاريوس داعياً إلى الإستفادة من الفرصة الثمينة التي توافرت مع انتخاب عون وإلى التأسيس لهذا النهج بمشاركة الجميع ولمصلحة كل اللبنانيين.

 

لبنان 24