أكد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن بلاده ستستكمل دعمها للبنان والحكومة، متمنيا أن يتبع "القرار الشجاع" الذي أنهى الفراغ الرئاسي بقرار الذهاب إلى تشكيل الحكومة، فيما اعتبر الرئيس سعد الحريري أن الحراك الخليجي إلى لبنان يعني أن "الخليج منفتح باتجاه العودة إلى لبنان "، وقال: "غيمة ومرت... انشا الله".

كلام الموفد القطري والحريري جاء خلال استقبال الأخير الوزير آل ثاني في بيت الوسط، موفدا من الأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، على رأس وفد، يرافقه سفير قطر في لبنان علي بن حمد المري، في حضور وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والمستشارين النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري والسيد نادر الحريري. وجرى خلال اللقاء عرض لتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. ثم أقام الرئيس الحريري مأدبة عشاء تكريمية على شرف وزير الخارجية القطري والوفد المرافق استكملت خلالها مواضيع البحث.

ولدى مغادرته، قال الوزير ال ثاني: "نقلت إلى الرئيس الحريري تحيات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد، مؤكدين موقف دولة قطر الداعم للشعب اللبناني وخياراته. ونبارك لهم قرارهم بانتخاب الرئيس ميشال عون ونتمنى أن يتبع ذلك القرار الشجاع الذي أنهى أزمة الفراغ السياسي الحاصل في لبنان بقرار الذهاب إلى تشكيل الحكومة تحت قيادة دولة الرئيس سعد الحريري، بحيث تعود الحياة لطبيعتها وتعود المؤسسات للعمل بكفاءة أفضل. ونحن سنستكمل دعمنا للأشقاء في لبنان وللحكومة اللبنانية، ونتمنى لدولته كل التوفيق بجهوده في هذه الأيام، ونحن واثقون جدا أن حكومة قوية ستؤلف، وستكون داعمة للشعب اللبناني وللشعوب العربية كافة إن شاء الله".

من جهته، سئل الرئيس الحريري عن رأيه بالحراك الخليجي الحاصل باتجاه لبنان، فقال: "هذا الحراك يدل على ان الخليج منفتح باتجاه العودة إلى لبنان، وهو في الأساس لم يترك لبنان، لكن الأزمات كانت متتالية في الداخل اللبناني، وخصوصا بسبب الفراغ الرئاسي بما أوصلنا إلى الضياع في لبنان ولم يكن هناك قرار سياسي. اليوم نرى بعد انتخاب الرئيس ميشال عون، أنه بات هناك أمل في لبنان واللبنانيون عاد إليهم الأمل ببلدهم، كما عاد الأمل إلى دول الخليج بأن هذا البلد قادر على أن يقف على رجليه.

وعن الخطوات التي يفترض أن تضطلع بها الحكومة من أجل تصحيح ما حصل من سوء في العلاقات الخليجية اللبنانية؟  أجاب: "مما لا شك فيه أننا سنطوي الصفحة. غيمة ومرت إن شاء الله، وفخامة الرئيس حريص على العلاقات مع كل الدول العربية، وخصوصا مع دول الخليج، وأن شاء الله ستكون له زيارات لهذه الدول ونحن كذلك".

سئل: كيف ترى زيارة الأمير السعودي خالد الفيصل واليوم وزير الخارجية القطري إلى لبنان؟ "أجاب: أرى أن اللبنانيين فقدوا الأمل في مرحلة من المراحل بسبب أن البلد كان ضائعا، فما بالك بغير اللبنانيين وخصوصا الخليجيين. واليوم عاد الأمل في لبنان بانتخاب الرئيس ميشال عون ولذلك عاد الأمل لدى كل الخليجيين بأن لبنان يتعافى ويقوم من المشكلة التي كان غارقا فيها".

وكان استقبل الموفد القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في فينيسا، رئيس حزب "القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع، ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، يرافقه وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور، والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم.

وكان التقى الموفد القطري وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، في الوزارة  وقال: "لقد تشرفت اليوم بلقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ونقلت اليه تهاني صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية وإنهاء مرحلة من الفراغ السياسي التي كان يعاني منها لبنان في العامين والنصف الماضيين. لقد وجهنا له الدعوة لزيارتنا في دولة قطر، وأبلغنا بقبولها ونحن نتشرف باستقباله".

أضاف: "أتينا اليوم كي نؤكد موقف ومبدأ قطر الثابت وتجاه دعم الشعب اللبناني الشقيق"، أضاف: "ثمن الشعب اللبناني دور قطر، ونحن نقدر جدا هذا الأمر، وكما قدمت قطر الدعم خلال وبعد الاحتلال لكل اطياف الشعب اللبناني ولم تفرق بين عرق او طائفة، نحن نرى انكم نسيج متماسك وشعب عربي يهمنا جدا تماسكه وان تكون العلاقة علاقة شعب بشعب. وهذه المبادىء ننطلق منها ايضا لدعم اشقائنا في فلسطين في كفاحهم ضد الاحتلال الاسرائيلي او دعم اشقائنا في سوريا لنيلهم الحرية والكرامة. ونتطلع الى ان يكون هناك مستقبلا آمنا للمكتبة ونقدر جدا الوضع الذي يمر به أشقاؤنا في لبنان سواء من الازمات المحيطة بهم، ونقدر جدا ايضا السياسة الذكية التي يتبعها أشقاؤنا اللبنانيين تجاه قضايا المنطقة، ونحن متفهمون لهذه الاوضاع وكذلك للدور الانساني الذي يقوم به لبنان في استضافة واستقبال اللاجئين السوريين الذين تشردوا بسبب هذه الحروب، ونؤكد على دعم دولة قطر للبنان في هذا المجال".

وتابع: "نحن نثني على كلام الوزير باسيل بدعم دولة قطر للجيش اللبناني وبناء جيش قوي يساعد لبنان على الدفاع عن نفسه وحماية أمنه وسلامة أراضيه. كما تحدثنا عن مشروعات الشراكة التي يمكن ان نتقدم بها بين بلدينا، وسيكون هناك تبادل للزيارات بين المسؤولين، كما نتمنى ان ينتهي الاستحقاق تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن حتى تعود الحياة الطبيعية الى لبنان ونستطيع البدء في العمل في بيئة مناسبة ومؤاتية للانطلاق وان يكون هناك زيادة للحركة والتنمية الاقتصادية في لبنان الذي ندرك جميعنا أهميته وحاجته الى الاستقرار والامن والتنمية الاقتصادية، ونتمنى ان يعود لبنان كوجهة للسياحة الخليجية. ان زيارتنا اليوم كانت ناجحة والأمور في افضل حال ونسعد بروية اشقائنا الخليجين ايضا يتوافدون اما على المستوى الرسمي ام المستوى الشعبي الى لبنان."

وردا على سؤال قال الموفد القطري: "نقدر ونتفهم اولا وضع لبنان الجغرافي الذي يضعه في مركز الازمات التي تحدث في العالم العربي، ونثمن ايضا سياسة النأي بالنفس في مثل هذه القضايا. نحن نتمنى ان نرى حراكا إيجابيا في العلاقة اللبنانية الخليجية، وهناك اجواء إيجابية في انتخاب الرئيس عون وانهاء مرحلة الفراغ السياسي، وهناك اشقاء من المملكة زاروا لبنان في الايام الماضية ونتمنى ان نرى ايضا توافدا من دول خليجية اخرى الى لبنان."

سئل: هل الزيارات العربية المكثفة الى لبنان بعد انتخاب رئيس للجمهورية هو دليل على انكم تؤمنون بالدور السياسي للقيادات الجديدة في لبنان؟ اجاب: "ان القيادات السياسية في لبنان اتخذت القرار داخليا كما أوضح الوزير باسيل، باختيار رئيس الجمهورية، ونحن واثقون جدا انها ستكون على قدر المسؤولية وتبتعد عن المصالح الضيقة لهم كتيارات او احزاب او كسياسيين وينتهون من تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن."