وفقا لملايين قصص الاغتصاب والاعتداء الجنسي التي نسمع عنها كل يوم.. يمكن أن نفهم لماذا هناك من يصر على تعريف الثقافة التي نعيش فيها على أنها "ثقافة الاغتصاب" - ثقافة فيها كل امرأة تقريبا تمر بتجربة تحرش جنسي، على الأقل، مرة واحدة في حياتها.. الملايين من القصص تشير إلى أن النساء معرّضات للاعتداء الجنسي في كل مكان - في الشارع، الحافلة، المنزل، الجامعة أو في العمل، ومن كل شخص, سواء كان غريبا تماما، أو كان قريبا منهن.

وان خوف الضحايا في قضايا التحرش, يمنع فضح "المتحرش", ووضعه عند حده, في معظم الاحيان. ولكن جرأة الناشطة نادين جوني, اوضحت لكل الفتيات والنساء ان الافصاح عن تعرضهن لأي حالة من حالات التحرش وفضحها علنا هو التصرف الصائب, لضبط كل من يحاول ان يستضعف الجنس اللطيف.

فقد قامت جوني بنشر صور لسائق "تاكسي" عبر صفحتها الخاصة على فيسبوك, وعلّقت على الصور بالقول "قصدي ما بعرف قديه ممكن متحرّش يوصل بحيونته عالصبح! ما بفهم كيف انسان عنده ما يكفي من وساخة وقرف ليقعد يلعب فيه ويتحرّش ببنات الناس عالصبح! هيدا المخلوق شوفير سيرفيس، كنت أنا وبنتين بالسيارة والأخ كتير مهيّج عالصبح مش قادر يهدّي حاله ! افضحوهم في كل مكان." 

وقالت جوني انه منذ صعودها على متن سيارته انشغلت بهاتفها المحمول لكنها قبل وصولها الى المكان الذي كانت تقصده لاحظت حركة غريبة الى جانبها, التفت فوجدت يد السائق على عضوه الذكري, موضحة ان الامر كان تحرشا واضحا، فالتقطت له صورا بأوقات مختلفة بهدف فضحه علنا على مواقع التواصل الاجتماعي, وهو ما لم تتجرأ غيرها على فعله!

اثار ما نشرته نادين تفاعل هائل من رواد مواقع التواصل الاجتماعي, منهم من كان ضد ومنهم من كان مع.. وحتى هناك من شارك نادين قصة وقوعه ضحية لقضية تحرش مماثلة في مرات سابقة, فكتبت احدى المعلّقات "ذكرتيني بس كان عمري شي 17 سنة تأخرت عالشغل ونهار أحد فطلعت مع تاكسي من مار تقلا (بوشرية) للمشرفية وكنت كل الطريق لحالي معو وبعد ما مشينا بشوي قضى كل الوقت يعمل هيك حركات ويجرب يحكيني وأنا قاعدة ورا مش عم رد ويرجع الكرسي لشوف وأنا أعمل حالي مش شايفة كنت ناسية تلفوني بالبيت وميتة من الخوف ما صدقت كيف وصلنا لمار مخايل الشياح ويعلق بعجقة بين الناس لقلو بدي انزل كان مقفل البواب وصار يجرب ما يخليني انزل لهددتو صرخ ولمّ عليه الناس بس لقى حالو ما قادر يعمل شي فتح القفل ونزلت قضيت نهاري كلو عم ابكي.. لو كان هالشخص مسلح مثلا كانت نهاية هالقصة أكيد اختلفت."

رغم اقدامها على هذه الخطوة الجريئة لا تزال حالة نادين غير مستقرة, وخاصة بما اثار الموضوع من جدل, ومن التعليقات السلبية التي تلقتها بسبب المنشور, ولكنه الحل الانسب في مجتمعنا هذا, في ظل انتشار هذه الحالات, والخوف من البوح بها امام احد, فيبقى "المجرم" حرّ طليق!

في لبنان المرأة هي الحلقة الاضعف, وكل تصرف منها "عيب" يحولها من ضحية في القضية الى مذنبة, لذا فلم يعد امامها سوى التشهير بـ "المتحرش" وفضحه علنا, ليكون درسا لغيره, كي لا يتجرأ على تكرار فعلته هذه.

ليبانون ديبايت