أسدل الاسلاميون ستائر الحرام الشرعي على أعياد كثيرة باعتبارها ترمز الى مناسبات غير اسلامية وتميل بأجوائها كلَ الميل الى مايغضب الرب وتسيء الى الدين الحنيف فوقفوا بقوة ضدَ أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية وما سبقها وما لحقها من أعياد عائدة لغير المسلمين وخاصة تلك الوافدة من بيئات الغرب ولا سيما عيد الحب أو العشَاق لما فيه من من أجواء فاسدة للخُلق ومظاهر باعثة على الرذيلة .لذا تمسَكوا بأعياد النصَ الاسلامي ودون الالتفات الى أن الأعياد قيم اجتماعية تنتجها المجتمعات البشرية وتتحوَل مع الاحياءات الى ثقافة اجتماعية ووسيلة اقتصادية تسهم في انعاش الاقتصاد الوطني وتوسع من دائرة التراث الشعبي .ربما تعبَد الاسلاميين للنصَ الفقهي دفعهم الى التحرك لازالة كلَ مايرمز الى الانحلال الأخلاقي المؤدي الى اتصالات جنسية خارج الصيغة الشرعية والمؤسسة الزوجية وبما أنَ عناوين الحب والعشق واستحضار المرأة والرجل الى اثارة تُحرَكها المناسبات الحميمية مناطق مأهولة بالأبالسة والشياطين  لذا ثمَة وازع شرعي  يدعو وبالحاح الى ايقاف العجلات الذاهبة اليهم تحريراً لهم من قيود المعصية. لقد ربط الفقيه الاسلامي مظاهر الفرح بالفساد وامست المناسبات خاضعة للحلال والحرام الشرعي بناءًا على الأجواء المحيطة بها وتطور الفقه المناخي والأجوائي ليشمل كلَ الفنون والأعمال اذا أنَ الحلَية والحُرمة فيها مبنية على الأجواء المقرونة بها كما هو حال الموسيقى والغناء وبالتالي فان أي أمر يتعلق بالمرأة هو مورد حرام أو كراهية لذا كنسَ الفقيه الاسلامي المناسبات من أساسها وحضَ على عيديَ الأضحى المبارك والفطر السعيد  وولادة نبيَ الرحمة محمد "ص " مع أعياد خاصة بكلَ مذهب اسلامي وحدد مواصفات شرعية لكيفية الاحتفال وعدم الجمع بين الجنسين في مجلس واحد.

في التاريخ الاسلامي وفي التجربة الاسلامية ثمَة قرائن كثيرة على وجود الفرح الخاضع لتركيبة المجتمع العربي والاسلامي آنذاك منذ زمن النبي "ص" وما تلا التجربة النبوية من مراحل اسلامية كانت المناسبات والأعياد الموروثة والوافدة تتحرك وفق منشئها لا وفق رغبة أحد من أهلَ الحلَ والربط حتى أن عيد النيروز الوافد من بلدان مثل ايران وتركيا انتشر بين المسلمين على مذهب أصحابه حتى أنَ الامام الصادق" ع " ولشدَة اعجابه بمراسم هذا العيد تمنَى أن تكون أيام السنة كلَها نيروزاً. واذا أردنا الدخول في العشق وأحوال الحب عند العرب منذ الدعوة لوجدنا الجنس الذي يهابه الفقيه الاسلامي متوفرَ بسهولة ولم يكن يعاني أحد من كبت جنسي حتى أنَ الصحابة المبشرون بالجنة لاتعدَ ولاتحصى أعداد جارياتهم وكانت العملية الجنسية متاحة للجميع وضمن عقود أباحها المجتمع وأمضاها الاسلام .

لذا أختبأ المسلمون تحت ضغط الحكم الفقهي من جهة وتحت عبء القوة المنفذَة للحكم من جهة ثانية داخل أقنعة من المظاهر الدينية مخافة من الاسلاميين الذين حرقوا التراث الشعبي بكلَ محمولاته ولم يبقى منه شيء على الاطلاق من الأعراس الى الأعياد لصالح أناشيد وعزاء رديئين حتى بمقاييس الاسلوبين من أساليب الأفراح والأحزان الجديدة. ربما تأتي المناسبات العشقية لتؤكد على الحب تكريساً لأجوائه وثقافته وتحريك ملاحته باتجاهات تذهب بالحرب المُستقدمة للأحزان ولأجوائها المقيدة للتفاصيل قبل العناوين وفي كلَ المسائل كافة .