هي مجرد "كزدورة" اراد موسى ح. القيام بها، ووجهته تركيا، "كزدورة" اوصلته الى باب الهوى في سوريا حيث التحق بالجيش السوري الحر.

في العام 2013، قرر موسى الذهاب الى سوريا بعدما علم من بعض "الشباب" هناك انهم يتقاضون مبلغ مئة دولار اسبوعيا، ولهذه الغاية تواصل موسى مع المدعو "فقّوس" الذي ينتمي الى الجيش السوري الحر. وبالفعل، توجه الى مرفأ طرابلس حيث اقلته الباخرة مع آخرين الى مرفأ "مارسيم" في تركيا. ومن هناك اقلّهم باص الى الحدود التركية السورية ومنها الى "باب الهوى" حيث التحقوا بالجيش السوري الحر. واثناءها تسلم موسى بندقية انما لم يشارك في اي عمل عسكري.

اما في لبنان، وبعد عودته اقرّ موسى بمشاركته في "احداث طرابلس"، وكان قد ابتاع بزة عسكرية لقوى الامن الداخلي ومسدس من مخيم البداوي، اما المسدس الآخر فقد عثر عليه.

هذه الوقائع التي ادلى بها موسى في معرض التحقيق الاولي معه نفاها امس امام المحكمة العسكرية اثناء استجوابه من قبل رئيس المحكمة العميد الركن حسين عبدالله ليزعم بانه سافر الى تركيا "كزدورة" ولم يلتحق بالجيش السوري الحر. ويضيف موسى بان الاسماء التي ادلى بها اوليا عن الاشخاص الذين رافقوه في رحلته تلك قد انتزعت منه تحت الضرب والتعذيب. وهي الحالة نفسها التي دفعته ايضا الى الاقرار بمشاركته في "احداث طرابلس".

وكعادته حاول رئيس المحكمة ان يدفع المتهم الى تأييد افادته الاولية، لكن الاخير أصرّ على انكاره طالبا البراءة.

اما السوري حسين العباس فقد ارتأى ان يؤيد افادته الاولية "جزئيا" تلك التي ذكر فيها بانه لم يلتحق بتنظيم داعش الارهابي وما الصور التي ضبطت على هاتفه سوى صور لمسلحين بعدما حاول البحث عن شقيقه الذي اختطفته داعش ولم يعد منذ دخوله الى لبنان في تموز العام 2014 يعرف عنه شيئا.

ومع ان افادة المتهم الاولية جاءت لصالحه الى حد بعيد ، وهو الامر الذي حاول رئيس المحكمة ان يُفهمه اياه، الا انه بقي على موقفه بتأييد افادته بشكل جزئي، فرد عليه رئيس المحكمة بالقول: "اما ان نصدقها كلها او لا".

وكان العباس قد افاد اوليا بانه مع اندلاع الثورة السورية، شارك بالمظاهرات ضد النظام في منطقة الحسكة التي هرب منها قبل دخول داعش اليها.ثم انتقل الى دمشق ومنها الى لبنان بشكل نظامي عبر المصنع . ونفى المتهم في تلك الافادة خضوعه لاي دورة عسكرية، كما نفى انتماءه الى اي تنظيم ارهابي. وقال ايضا بانه استلم في تلك المرحلة بندقية حربية كمعظم ابناء البلدة بعد انضمامه الى الجيش السوري الحر. وتابع يقول اوليا بانه حاول البحث عن شقيقه الذي فُقد في الحسكة ، ولذلك كان يتلقى صورا لاشخاص على هاتفه بهدف البحث عن شقيقه المفقود.

وامام المحكمة اكد المتهم بانه لا يعرف احدا من تنظيم داعش سوى المدعو عباس صبحي الذي اصبح حاليا في المانيا. وعلّق رئيس المحكمة ممازحا: "الله يساعد المانيا".

(المستقبل)