"عيش كتير بتشوف وبتسمع كتير" بهذا المثل الشعبي يمكننا اختصار حكاية امرأتين إحداهما سورية الجنسية والاخرى لبنانية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وبكلمة "انا مش عنصرية" وصفت  فتاة لبنانية تستقل فان رقم 4نفسها متسائلة " لو كانت لبنانيي شو كان عمل معها" بعد ان اعتبرت ان التمييز وصل الى حد لا يحتمل في بلدها الأم.

"مش بكفايي صاروا عم يطلبوا موظفين سوريين محل اللبنانيي ومش بكفايي صرنا متل مغتربين بلبنان بس كمان صاروا اقوى مننا وبيحكوا بطريقة نحنا منخجل نحكي فيها"، هذه الكلمات رددتها الفتاة بعد ان طالب صاحب الباص المرأة السورية والتي تحتل المقعد وراء السائق تماما برفقة ثلاثة من اولادها ان تدفع الف ليرة "زيادة" لانها تأخذ محل راكبين الا ان الأخيرة انتفضت قائلة له " الفان ما مليان وما رح ادفع" ليصمت صاحب الحق دون ان ينبث بأي حرف أخر بل اكتفى بالالف ليرة.

لكن كلمات الفتاة اللبنانية لم تكن عن عبث انما هي تعبير عما حصل لها يوم امس اذ استقلت باص للمشرفية وبعد ان علمت انه متجه نحو اوتوستراد السيد هادي قالت في قرارة نفسها " بقدم معو لقدام شوي ما في مشكل" ، الا أن صاحب الباص انتبه لها فسارعها بالسؤال بطريقة غضب " انتي مش عأساس عالمشرفية" ؟ احتارت فعرضت عليه ان تبقى معه وتدفع له الفي ليرة لكنه قال لها "مش مكفي " لتنزل متفاجئة من ردة فعله خاصة ان جميع من معه متجهين اما الى حي السلم او الاوتوستراد مما يعني "على طريقو".

ربما، ما حصل يعود  لاخلاقيات كل شخص وربما بسبب "الشفقة" وربما الخطأ كان من اللبنانية، فنحن لسنا بصدد الحكم خاصة ان لكل فرد زاوية خاصة يرى فيها الامور، لكن يحق لنا التساؤل "لوين رح نوصل ".

 

LIBAN8