لم يخيل للوالدة صبا الشيخ (26 عاما) أنها ستشهد يوما قاسيا إلى حد فقدان ولديها محمد (7 سنوات) وعلي (5 سنوات) على يد طليقها، قبل أن ينتحر، وفق ما ورد في صحيفة "السفير".

حين قررت الوالدة الانفصال عن زوجها لتعنيفه المستمر لها، طالبت بحضانة طفليها غير أن الحكم جاء لمصلحة الزوج المعروف عنه تعاطيه المخدرات، كما سبق له أن سجن للأسباب نفسها، بحسب ما يؤكد أهالي البلدة.

حرمت صبا من حضانة طفليها في بلد تسجل فيه هيئات المجتمع المدني المزيد من الجرائم الدموية إلى حد التراكم، هذه المرة طالت الجريمة طفلين بريئين، لا ذنب لهما سوى أنهما ولدا في ظل عجز القضاء وفشله في حماية الأطفال والنساء من التعنيف الى حدود القتل. وضعت صبا حدا لتعنيف زوجها بالانفصال عنه، بعد أربع سنوات طلبت الطلاق، لكنها يوم أمس تمنت لو أنها بقيت تتعذب بجانب طفليها لكانت ربما حمتهما من إجرام الأب.

وفي التفاصيل أن الأب أفرغ غضبه وحقده في جسدي طفليه الطريين اللذين قضيا وهم يحلمان بحضن أمهما، فهما لطالما طلبا منها أن يبقيا معها بعيدا عن الوالد الذي يعنفهما باستمرار، وفق ما تروي شقيقة صبا.

الطلقات النارية الصادرة من بندقية الصيد وصراخ الجدة دفعت بالجار حسن الأسمر إلى الاسراع الى منزل يوسف، بحسب ما يقول.

يؤكد الرجل أن الجدة طلبت منه إخراج الطفلين كي لا يشاهدا والدهما منتحرا، "وعندما دخلت وجدت محمد وعلي مضرجين بدمائهما وهما على الفراش".

يعمل يوسف في صالون للحلاقة ويعيش في منزل العائلة مع والدته، يروي شقيقه أحمد "أنه عاد من عمله كالمعتاد ولم نلحظ سوى أنه شديد الكآبة وهو على هذه الحال منذ مدة، وقد دخل الى الغرفة ليخلد للنوم قرب محمد وعلي، وبعد أقل من عشر دقائق بدأت والدتي بالصراخ، لنفاجأ بهول الجريمة".

روايات كثيرة يتناقلها أهالي البلدة فمنهم من يؤكد أن الوالد كان بحالة فقدان للوعي نتيجة الادمان على المخدرات، ومنهم من يشير الى أنه كان بحالة كآبة شديدة، ولكن مهما كانت الأقاويل لا تبرر هول هذه الجريمة.

لا سيارات الاسعاف ولا القوى الأمنية التي طوقت البلدة لإجراء التحقيقات، ولا نحيب صبا الذي ملأ الحي الذي تقطنه سوف يعيد طفليها لحضنها، وحدها صورة محمد وعلي ستبقى مرتسمة في ذاكرة صبا التي التقتهما للمرة الأخيرة قبل أسبوعين. وحدهما الحسرة والألم سيرافقانها طوال حياتها في بلد أبعد قضاءه طفلين عن حضن والدتهما قسرا، وفضل إعطاء الحضانة لوالد يردد المحيطون به أنه كان يتعاطى المخدرات.

(السفير)