الصعوبات المعيشية... تراجع الإدخار لدى الناس... تأخر تساقط الأمطار...هل هي نقمة، ام أن المثل اللبناني القائل "رب ضارة نافعة" يسري إيجاباً على اللبنانيين في هذه الأيام؟

كل الناس متعبون من الأزمة الإقتصادية والأعباء المعيشية وهم يتهيأون لمزيد من الهموم مع حلول الخريف والإقتراب من الشتاء.

ومع أن الخريف أطل فإن اللبنانيين لم يباشروا بعد بشراء الكميات المعتادة من المازوت الأحمر للتدفئة، وهم كانوا يقومون بذلك عادة منذ منتصف أيلول من كل عام.

فالعام الدراسي يطل والأعياد تفرض أعباءها وواجباتها والبرد يستلزم التحضير له خصوصاً في الجبال...إنها كلها محطات تفترض أن يكون اللبنانيون في حالة اقتصادية جيدة، وان تكون جيوبهم قادرة على تحمل الأعباء والتكاليف.. والحقيقة عند أكثريتهم هي على خلاف ذلك.

إلا أن هبوط سعر النفط أدى إلى توفير كبير جداً في فاتورة الكهرباء، وإلى بقاء سعر صفيحة المازوت الأحمر في حدود دنيا شبيهة بالعامين الماضيين...بعبارة أخرى بقيت الأوضاع ملائمة لجيوب اللبنانيين الذين ينتظرون الأمطار التي لم تطل على بلاد الأرز بعد.

من جراء ذلك كله بقي استهلاك المازوت عند مستوياته نفسها في أشهر الصيف والربيع بينما يرتفع معدل الإستهلاك في تشرين الثاني وكانون الأول وكانون الثاني وهو ما لم يحصل بعد حتى الآن.

إشارة إلى أن صفيحة المازوت الأحمر تباع بحوالى 14 ألف ليرة بزيادة ضئيلة جداً عما كانت عليه في أشهر البرد بين العامين 2014 و2016.

وبتقدير مستشار نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان ومسؤولها الإعلامي فادي أبو شقرا أن أبناء الجبال لم يشتروا حتى اليوم الكميات نفسها من المازوت بسبب الضيقة المعيشية، لكن قلة الأمطارعادت عليهم بالفائدة أقله لأن ايام البرد والصقيع حتى الآن هي أقل من المعتاد.

وهو يؤكد لـ"لبنان 24" أن من حسنات تراجع سعر النفط أن فاتورة الكهرباء تراجعت 40% عما كانت عليه، وبما ان ساعات التغذية ارتفعت فإن استهلاك المازوت هبط، الأمر الذي يترافق مع تراجع قدرات المواطنين على شراء هذه المادة في أشهر الصقيع.

وإذا كان أهل السياسة والإقتصاد ينتظرون اتفاقاً سعودياً- إيرانيا لتسوية أوضاع المنطقة ولبنان، فإن هذا الحدث سينعكس ارتفاعاً في أسعار النفط، وبالتالي فإنه سيفرض على جيوب اللبنانيين مزيداً من الأعباء الحياتية وستعود فاتورة الكهرباء إلى الإرتفاع وستزيد من الخسائر على خزينة الدولة.

ويلفت أبو شقرا إلى أن المازوت سيبقى الوسيلة الاولى والأخيرة والأقل كلفة للتدفئة، لأن قطع الأشجار مثلاً، والممنوع بكل المقاييس والمعايير، مكلف أكثر من المازوت.

وعلى رغم الضيقة المعيشية التي ادت إلى الإستقرار في استهلاك المازوت يوضح أبو شقرا إنه إذا أقلعت الامور بعد تشكيل الحكومة وعادت الوتيرة الإقتصادية إلى التحسن فإن استهلاك هذه المادة سيرتفع بشكل ملحوظ على سائر الأراضي اللبنانية مع حلول الربيع المقبل.ا

يذكر أن هناك 12 شركة تستورد المشتقات النفطية إلى لبنان، وأن اوروبا هي المصدر الأساسي للمازوت المستورد وهناك حوالى 2500 محطة محروقات في لبنان.

هذا ويؤكد أبو شقرا أن تهريب المازوت من سوريا إلى لبنان وبالعكس قد توقف كلياً.

 

لبنان 24