تناولت مجلة "دايلي بيست" الأميركية في تقرير لها معركة "غضب الفرات"، التي أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية"- "قسد"، المدعومة أميركياً، الأحد عن انطلاقها، متوقعةً أن تستغرق عملية تحرير المدينة من قبضة "داعش" أشهراً، في ظل تعقيدات سياسية عدة.


المجلة انطلقت من مطالبة تركيا تأجيل "غضب الفرات" لحين تحرير الموصل، لافتة إلى أنّها ترفض مشاركة مقاتلي "وحدات حماية الشعب الكردية" المنضوين تحت لواء "قسد"، في القتال، إذ تعتبرهم على علاقة بحزب "العمال الكردستاني" الإرهابي الذي تصارعه على أراضيها منذ العام 1978.

معركة طال انتظارها


أوضح مسؤول دفاعي للمجلة أنّه تم الانتقال إلى مرحلة عزل المدينة الأحد، مشيراً إلى أنّ القوات المحلية المشاركة في المعركة ستحاصرها وتقطع خطوط إمداد "داعش"، بما يحول دون تزوّده بالأسلحة والمعدات واستقدامه التعزيزات.

وبالمقارنة مع عملية تحرير الموصل التي دامت مرحلة عزلها 8 أشهر، استبعد مسؤولون دفاعيون أن تستغرق المرحلة المذكورة المدة نفسها في ما يتعلّق بالرقة، مؤكدين أنّ ما يقارب الـ6000 مقاتل كردي، من "قسد" و"وحدات حماية الشعب الكردية" على السواء، سيحيط بالمدينة، على أن يكثف التحالف، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ضرباته الجوية، قبل الانتقال إلى مرحلة الهجوم.

وعلى الرغم من أنّ القوات الكردية أعلنت بدء مرحلة العزل، لم يتم تحديد القوة التي ستدخل المدينة، إذ أكّدت تركيا، أنّها ستمنع "وحدات حماية الشعب الكردية" من ذلك، علماً أنّ واشنطن ما زالت تفاوض أنقرة بهدف التوصل إلى اتفاق حول دور الأكراد فيها، ولكن من دون جدوى.

بدوره، أكّد نواف خليل، متحدّث سابق بإسم حزب "الاتحاد الديمقراطي"، ذراع "وحدات حماية الشعوب الكردية" السياسي، أنّ 30 ألف مقاتل من "قسد" و"وحدات حماية الشعب" و"حزب الاتحاد الديمقراطي" وآخرين من الرقة، يشارك في عملية تحرير المدينة.

تركيا.. نعم أو لا؟


اعتبر الخبير الأمني التركي في مركز "سيتا" للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مراد يشلتاش أنّ عملية تحرير الرقة لم تحظَ ربما بدعم تركي في هذه المرحلة، مستبعداً أن تحظى به لاحقاً، إذ تعتبر حزب "العمال الكردستاني" الذي تخوض معه صراعاً على أراضيها وراء "قسد".

في المقابل، رأى مراسل صحيفة "دايلي صباح" في واشنطن رجب صويلو أنّ تركيا قد تُعرب عن موافقتها على هذه العملية، إلاّ أنّه توقّع معارضتها دخول "وحدات حماية الشعب الكردية" إلى المدينة.

ماذا عن الميدان؟


أرادت واشنطن، على ما يبدو، إشراك تركيا في عملية تحرير الرقة، إلاّ أنّ مسؤولين أكراد أبلغوها رفض مشاركة "قسد" في القتال إذا ما تدخلت أنقرة، بحسب المجلة.

في هذا السياق، نقلت المجلة عن مسؤول أميركي اعتباره "قسد" خيار معركة الرقة الوحيد، نظراً إلى أنّ الأتراك لا ينوون إرسال قواتهم إلى عمق المدينة، مستطردةً بالقول إنّ واشنطن ستواكب أنقرة التي لن تشارك برياً في عملية تحرير المدينة، بالتطورات الميدانية.

إلى ذلك، استبعدت المجلة أن يكون المقاتلين المدعومين تركياً قادرين على خوض عملية الرقة، مذكّرةً باستعادة "داعش" سيطرته على عدد من المناطق المحررة، وملمحةً إلى أنّ أنقرة أرادت تأجيل انطلاق المعركة لحين السيطرة على بلدة الباب.

كم ستدوم المعركة؟


توقع مدير "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" في قطر مايكل سيتفنز في حديث للمجلة أنّ تتقدّم معركة تحرير الرقة ولكن بوتيرة بطيئة، متحدِّثاً عن صعوبة بسط "قسد" سيطرتها على المدينة من دون تزوّدها بكمية كبيرة من الأسلحة وحصولها على دعم جوي.

( "لبنان 24" - Daily Beast)