بين الاستخفاف والجدية.. القمة «أنصارية».. عنوان عريض لأسبوع سابع مثير وعامر بالكثير من الإثارة والتنوع ان كان على سبيل الأداء او في الترتيب، ومواقف الفرق التي بات بعضها عرضة للأخطاء التحكيمية المؤذية والتي يجب لجمها وايقافها ووضع لجنة الحكام امام مسؤولياتها والاستفسار عن هذا التسيب الكبير الذي يصيب المباريات ويضرب الاندية التي تحاول دائما ان تصون نفسها وان تنافس أو تتنفس ولو بهدف او نقطة واحدة.
من المسؤول؟ هذا هو السؤال الصعب، وسيكون على اللجنة التنفيذية ان تجيب وهي قادرة على ذلك بحكمتها واهتماماتها ومحاولتها دائما صون اللعبة والمحافظة عليها.
اخطاء تحكيمية في مباراة القمة، أولها الهدف الأول لـ «العهد» الذي انكشف فيه موسى كبيرو وهو في وضع متسلل، والثاني عدم احتساب ركلتي جزاء لمصلحة «العهد» والتغاضي عن الخشونة التي مورست بحق لاعبيهم في عدد من الكرات من دون ان يحرك الحكم صافرته بينما حصل العكس بالنسبة لـ «الأنصار» فتنعموا بقراراته ما ادى الى التلاسن والشد العصبي الذي فرضته تلك القرارات، ويجب ان لا ننسى ركلة الجزاء التي احتسبت لـ«الصفاء» على حساب «التضامن» والتي قد تتسبب بأزمة بين النادي والاتحاد حيث أعلن الأول تجميد مشاركته في البطولة ناهيك عن ضربة الجزاء لـ «طرابلس» على المل واخرى لـ «النجمة» على عبد الرزاق الحسين
وعود على ذي بدء، فقد تبين للوهلة الأولى ان «العهد» ينوي ارتكاب مجزرة اهداف في شباك خصمه ما اوحى للاعبين انهم ذاهبون في نزهة كروية امام فريق تبين في ما بعد انه يمسك بالمباراة بشكل رائع ويعرف كيف يستفيد منها، وبين الاستخفاف والجدية انهار «العهد» ووقف «الأنصار» على قدميه وظهر ان الأول يعاني والثاني متمكن ويلعب بطريقة ذكية فيها الكثير من البراعة والدقة، وكاد ان يتخم شباك خصمه بمجزرة اهداف حقيقية فاكتفى بالنتيجة (4 ـ 2) والأسباب كثيرة:
أولا. أن مجموعة من لاعبي «العهد» كانوا يخوضون المباراة وكأنهم ضمنوها بجيوبهم لكن ما حصل خيب ظنهم.
الأمر الثاني. أن هذا الفريق يعاني فعليا من حالة متدهورة لبعض لاعبيه ومنهم المدافعين نور منصور وخليل خميس اللذين هبطا فجأة الى أدنى المستويات، بينما ظهر محمد حيدر خدعة لصفقة كلفت النادي مئات الالاف من غير جدوى، في الوقت الذي بدا موسى كبيرو غير قادر على الامساك بالكرة والتخلص من اللاعبين، اما محمد حمود فحدّث ولا حرج.
ويجب القول ايضا ان الانقضاض المباغت لـ «العهد» كلّفه كشف الخطوط الخلفية بمعنى ام جاسبرت لا يعرف حتى اللحظة كيف يدير الدفة، علما ان مباريات كهذه تتطلب التروي والثقة والتوازن بين الدفاع والهجوم.
وفي «الأنصار» كان زوران أذكى وأدهى بكثير من خصمه، فهو عرف كيف يوجه لاعبيه ويمتص فورة «العهد» وينقض عبر «الحاوي» عطايا ومن ثم ريمي واحيانا علاء البابا، ويكفي انه في أربع هجمات على مرمى الأخير سجل ثلاثة أهداف منها هدفين في دقيقتين.
هنا تكمن الجدية وهناك الاستخفاف والتعالي وهو درس يجب ان يتعظ منه «العهداويون» لأن امامهم فرص اعتلاء الصدارة عندما يلعبون مباراتهم المؤجلة بينما على «الأنصاريين» أن لا يفرحوا بالصدارة كثيرا لأن، «ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع»..
ويبدو ان «النجمة عاد الى المعاناة والوجع امام جمهور هو الأوفى والأروع، فسقط في فخ التعادل امام «طرابلس» المكافح على ملعب المدينة الرياضية (1 ـ 1)، والسبب برأي الكثيرين غياب صانع العابه خالد تكه جي، وهو عذر اقبح من ذنب اذا كان كل فريق سيعتمد على لاعب واحد، بمعنى ان كرة القدم مجموعة لاعبين متكافلين ومتضامنين، فها هو «الشيخ» المبدع يـتألق ويفعل المستحيل، بينما خاض السوري عبد الرزاق الحسين افضل مبارياته مع فريقه، وقد يكون المركز الذي وضعه فيه جمال الحاج كلاعب وسط متقدم تارة ومتأخر هو المكان الذي يجيد فيه، لكن ان يكون البطء وعدم الاندفاع احيانا سمة الفريق فهذا هو السبب في تعادل الفريق مع ضيفه الطرابلسي بمعنى ان بصمات مدرب الأخير فادي العمري بدأت تتوضح وكان بامكانه ان يعود وفي جعبته النقاط الثلاث، لكنه أوقف زحف «النجمة» وعاد بنقطة.
اما ماذا اصاب «النبي شيت» فهذا يتوقف على مدربه محمود حمود، فالفريق الذي اعتاد ان يسقط الكبار على ملعبه سقط بدوره امام «الأخاء» (صفر ـ 2)، فدفع ثمن سقوطه ثلاث نقاط كان يمكن ان يشارك فيها الأندية الكبرى.
واستعاد «الراسينغ نغمة الفوز فلوى ذراع «الاجتماعي» بهدف وبه قفز الى المركز السابع.
نهاية مثيرة للأسبوع السابع تصدر «الأنصار» بـ14 نقطة وتساوت فيها ثلاثة اندية بـ13 نقطة هي «العهد» (تبقى له مباراة مؤجلة)، و «الصفاء» و «السلام».
وعلى امل ان تستتب الأمور فان للدوري بقية قد تشعل الملاعب.

النتائج الكاملة
ـ «الصفاء» * «التضامن» (1ـ صفر)
ـ «السلام» * شباب الساحل» (1ـ1)
ـ «الأنصار» * «العهد» (4 ـ 2).
ـ «الاجتماعي» * «الراسينغ» (صفر ـ 1).
ـ «النجمة» * «طرابلس» (1ـ1).
ـ «النبي شيت» * «الأخاء» (صفر ـ 2).