منذ أن بدأ الحديث الجديّ عن انتخاب العمال ميشال عون رئيساً للجمهورية، راح اللبنانيون يصوّبون على السيدة ليلى عبد اللطيف هازئين، وذلك لتكرارها طوال الفترة الماضية وإصرارها على أن أحد "الجانين" (جان عبيد أو جان قهوجي) هو من سيدخل قصر بعبدا.

ظلّت عبد اللطيف متمسكة بـ "إلهامها" حتى عشية جلسة الانتخاب. وعلى رغم إصابتها بوعكة صحيّة أدخلتها المستشفى، صرّحت في مداخلة هاتفية على إحدى الإذاعات بأنها لا ترى أن هناك شيئاً سيحصل نهار الإثنين وأن عون لن يكون رئيساً للبنان.

حلّ الواحد والثلاثين من تشرين الأول، وصار الجنرال الذي يحمل اسم ميشال، الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية. أقسم اليمين، وألقى خطاب القسم، ومشى على السجادة الحمراء قبل أن يجلس على الكرسي في "بيت الشعب".

لأغلبية الشعب اللبناني ذاكرة سمكة. ينسى بسرعة أحداث أمس وأقواله وأشجانه وأفراحه، فينهمك بأخبار الساعة والدقيقة دون أي يكون للمستقبل أفق. لكنه للمفارقة، لم ينس "توقعات الستّ ليلى"، بل صممّ على محاسبتها! واذا كان ثمة من توّعدها "بيوم الحساب" من باب النهفة والتعليق الساخر فنشر على "فيسبوك" ما مفاده أن عبد اللطيف أصابت في توقعها ذلك ان اسم الجنرال في المعمودية هو جان، إلا أن ثمة من غضب فعلياً وطرحته خيبة الأمل على فراش الحزن! ولا عجب في أن وصل الأمر بالبعض الى تصديق كلام المبصرين والمبصرات ما دامت بعض الوسائل الإعلامية تتبناهم وتخصص لهم مساحات ثمينة من هوائها!

صباح اليوم، أجرت الإعلامية ميراي مزرعاني ضمن برنامجها "احلى صبحية" عبر اثير اذاعة "فايم اف ام" اتصالاً بعبد اللطيف، إفساحاً في المجال أمامها لتوضيح وجهة نظرها. والحال أن "سيّدة الإلهام" هي حتماً "حديث البلد" راهناً، فلم لا تحاورها مزرعاني؟! تماماً كما حلّت "ميريام كلينك" ضيفة الإعلامي مارسيل غانم في "كلام الناس"...

بصوت متعب نتيجة "النزلة الصدرية"، تحدثت "الستّ ليلى" معترفة بأنها "ليست نبيّاً". أقرّت بأن ما من أحد معصوم عن الخطأ، "حتى الحكيم يخطئ فيُقال: غلطة حكيم". لكنها وعلى رغم إدراجها "التوّقع الرئاسي" في خانة الواحد في المئة من التوقعات التي لا تحصل، عادت لتقول بأن ما تراه غير مرتبط بفترة زمنية! ذكرّت بأنها ذات مرّة، توّقعت أن يستلم نهاد المشنوق وزارة الداخلية، لكن هذا الأمر لم يحصل فوراً:"أتى الوزير زياد بارود، ومن بعده الوزير مروان شربل ومن ثمّ صار المشنوق وزيرا للداخلية"!

تسألها مزرعاني: "ما هي توقعاتك للمرحلة المقبلة"، فتجيب "ازدهار"!

تسألها بعد: "هل ستعاودين الظهور على شاشة الـ LBCI؟"، فتجيب: "طبعاً، ما زال العقد سارياً، وأمامي ثلاث حلقات بعد. لكنني اليوم أتناول الكورتيزون لاستعادة صوتي والتخلص من السعال".

المفاجأة كانت أن "سيّدة الإلهام" كشفت عن قرارها بالاعتزال!

تقول:" مفكرة وقّف. الحمدالله عندي ثقة بنفسي وربنا عاطيني نعمة والناس بتحبني ومتضامنين معي... بس انا تعبت...4 سنين كل شهر كل شهر..."

أما مشاريعها المستقبلية، فبحسب ما تقول: "الاهتمام بمنصبها "كسفيرة للصندوق الدولي للاجئين"، الانكباب على كتابة كتاب يحكي سيرة حياتها وبعض التوقعات، وافتتاح مقهى صغير".

وختمت:" نكاية بالكل طالعة على قصر بعبدا وهنّي للجنرال، وإنزل مع التيار على الطريق وإحمل العلم الأورانج".

فهل ثمة من يتعظ، أفراد ومؤسسات إعلامية، ويعلن عن انتهاء عصر التبصير والتنجيم والسخافات؟!

فلنصليّ... يكفينا أصلاً أنه في لبنان، غالباً ما يحصل ما لم يكن متوقعاً...

لبنان 24