على أرض المعركة تتوقع أن تصادف الكثير من المفاجآت، لكن أن يكون هناك متطوعون أجانب يقاتلون في صفوف البيشمركة، وأحدهم يصطحب عائلته معه فهذا يتخطى عنصر المفاجأة ليصل إلى الصدمة.

تقول الصحافية في قناة "العربية" رولا الخطيب والتي روت مشاهداتها "خلال جولة على محاور البيشمركة شمال شرقي الموصل وصلنا إلى أحد المحاور، التي تطبق الحصار على بعشيقة، وهو يقع تحديدا جنوب غربي بعشيقة. أما من الجهة الأخرى وبمسافة لا تزيد عن 5 كلم تقع شلالات حيث مواقع داعش. وخلال تصوير عمليات قصف تحصينات داعش، لفتني وجود عناصر شقراء بملامح أجنبية. اقترب مني أحدهم ليعرفني عن نفسه. هو دايف اوبانك، هو رئيس فريق free Kurds rangers هذا الفريق يعرف أساسا بـ free Burma rangers. هو فريق تطوعي من 70 شخصا، يقدمون التدريب والمساعدات الإغاثية وحتى الطبية في بورما والسودان والعراق. الحكاية ليست هنا بل هي أن دايف متزوج ولديه 3 أبناء يصطحبهم معه إلى المناطق الساخنة ضمن عمله التطوعي. الوقت لم يسمح بأن أطيل الحوار مع دايف لأن داعش بدأ بقصف هذه النقطة بقذائف الهاون، لكنه أخبرني أن زوجته كانت أستاذة مدرسة عندما تعرف عليها. وهي لم تكن تحب العمل التطوعي. دايف رجل متدين ومؤمن جدا، وهو يعتبر أن الله كان معه، وأصبحت فتاة أحلامه زوجته. واقتنعت بالعمل على خطوط النار".

وتابعت: "انتقلوا إلى بورما ضمن مهماتهم ورزقوا بثلاثة أطفال يصطحبونه معهما أينما ذهبا. أطفاله كانوا معه في منبج داخل حلب، وهم معه على الجبهات في معركة الموصل. هو يريد تعليم أطفاله المحبة، وهم لا يذهبون إلى المدارس. زوجته تتولى مهمة تدريسهم في منزلهم المتنقل. التعليم والقدرات التي يمتلكونها برأي دايف تتخطى الطلاب الذين يرتادون المدارس في الولايات المتحدة فهم يجيدون الكثير من المهارات منها ركوب الخيل والرماية. وهو سيدعمهم في أي طريق أو اختصاص يختارونه في حياتهم. في المحور نفسه رجل أشقر وبعينين ملونتين يرتدي زي البيشمركة. هو الألماني سايك زايولد. زايولد كان يعمل مع الجيش الألماني. مهمته كانت في مساعدة القوات البرازيلية في محاربة المافيا. ولم يتحمل المشاهد التي ظهرت على الشاشات للمجازر والممارسات التي ارتكبها تنظيم داعش. قرر مساعدة البيشمركة وخلال 3 أيّام كان في كردستان، ومهمته هي تدريب وتقديم المشورة للبيشمركة ولا يقاتل الا دفاعا عن قائده".

وتابعت: "زايولد ومئات الأجانب غيره وفق ما أكد لنا هم في الصفوف الأمامية مع البيشمركة. زايولد يسافر كل ستة أشهر إلى البرازيل ليرى زوجته البرازيلية وأطفاله، ويقول إنه يوما ما سيجلب عائلته للعيش في كردستان، ويرى أن البيشمركة تقاتل بقلبها قبل السلاح وهذا ما يكسبها الكثير من الاحترام".

(العربية)