توقعت مصادر سياسية لبنانية أن ينتخب مجلس النواب اليوم الاثنين النائب ميشال عون، قائد الجيش السابق، رئيسا للجمهورية. وسيكون عون الذي يبلغ الثالثة والثمانين من العمر الرئيس الـ13 للجمهورية اللبنانية منذ الاستقلال في العام 1943.

وبعدما اعتبرت هذه المصادر انتخاب عون رئيسا أمرا مفروغا منه إثر حصوله على تأييد كتلة نوّاب تيّار المستقبل التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، تساءلت كيف سيكون لبنان بعد انتخاب رئيس للجمهورية إثر فراغ في هذا الموقع امتدّ عامين ونصف عام؟

وركزت على أنّ ميشال عون سيواجه مرحلة صعبة ومعقدة، خصوصا في حال أصرّ حزب الله، الذي كان أوّل من اعتمده مرشّحا وحيدا للرئاسة وفرضه على اللبنانيين الآخرين، على شروط معيّنة. ومن بين الشروط تضمين البيان الوزاري للحكومة، التي سيحاول سعد الحريري تشكيلها، عبارة “الشعب والجيش والمقاومة” التي تعني اعترافا بالسلاح غير الشرعي للحزب الذي يقاتل حاليا في سوريا.

وأوضحت أن مرحلة ما بعد إيصال ميشال عون إلى الرئاسة ستكشف ما إذا كان حزب الله يسعى إلى تعقيد حياة اللبنانيين أكثر، أم أنّه سيسهل مهمّة رئيس الجمهورية الجديد الذي ارتبط باتفاقات مع كلّ من سعد الحريري وسمير جعجع، رئيس حزب القوات اللبنانية، يؤكد فيها التزام عدم المسّ باتفاق الطائف واعتماد سياسة النأي بالنفس عن الأحداث الدائرة في سوريا.

وأشارت إلى أن المعارضة القويّة لانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية تأتي من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، حليف حزب الله، الذي سيصوت نواب كتلته بأوراق بيض للتعبير عن امتعاضهم من فرض ميشال عون رئيسا للجمهورية.

ويبلغ عدد أعضاء مجلس النواب 128. وتعتقد أوساط قريبة من معارضي وصول عون إلى الرئاسة أن يراوح عدد الأوراق البيض بين ثلاثين وخمس وثلاثين ورقة.

ومن بين الذين سيصوتون بأوراق بيض النائب سليمان فرنجية الذي ترشّح للرئاسة، كذلك عدد من النواب المنتمين إلى الكتلة التي يرأسها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، فضلا عن نواب من تيّار المستقبل بينهم رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النوّاب فريد مكاري ووزير الداخلية السابق أحمد فتفت.

ولوحظ أن عدد النواب المنتمين إلى تيار المستقبل من المعترضين على التصويت لميشال عون تضاءل بعد زيارة قام بها لبيروت وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان.

وغادر السبهان لبنان بعد إجراء اتصالات مع معظم القوى السياسية مؤكدا أن المملكة العربية السعودية “تبارك” انتخاب رئيس للجمهورية وإنهاء حال الفراغ في هذا الموقع.

وذكر سياسي لبناني كبير أن المهمّ في المرحلة المقبلة الدور الذي سيلعبه جبران باسيل، وزير الخارجية الحالي وصهر الجنرال عون، في مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية.

ولم يستبعد هذا السياسي أن يكون باسيل الذي سيتولى موقع وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية، الرئيس الفعلي للجمهورية في ضوء التأثير الكبير الذي لديه على ميشال عون من جهة والحال الصحّية للرئيس اللبناني الجديد من جهة أخرى.

 

 

صحيفة العرب