بعد نحو شهر على غيبوبة قسرية، استسلم الطفل السوري النازح من سوريا محمود عمر الهندي للموت، لينضم إلى لائحة ضحايا السائقين المتهورين.
محمود الذي كانت قد صدمته سيارة على اوتوستراد صيدا البحري، وفر سائقها إلى جهة مجهولة، رحل أمس، بعد معاناة سببها له نزيف حاد في الدماغ. هكذا غادر الطفل مستشفى أبو ضهر بعد مكوثه فيها لمدة شهر. كان أمس على موعد مع أمه وأبيه، فالطفل يتيم الأب والأم وكان يقيم لدى أقارب له في أحد مخيمات بيروت. نزهة كانت كفيلة بقتله، وهو الذي غادر المخيم في بيروت لزيارة أخته في مخيم عين الحلوة.
أمس، أسدل الستار على هذه القضية. لكنه ستار لن يتمكن من إخفاء العار الذي يلف الهيئات المعنية بملف المساعدات والتقديمات الإغاثية للنازحين من سوريا من تحمل نفقات علاجه في «مركز لبيب الطبي» في صيدا. وقتذاك لم تجد كل المناشدات التي أطلقها أقارب محمود في سبيل الحصول على العلاج المناسب له، وهي مناشدات بلغت وزير الصحة وائل أبو فاعور، فكان أن أوعز إلى وزارته بتحمل نفقات علاج محمود، لكن الموت كان أقوى.
لم يقو الطفل على هزم الموت، غرق في غيبوبته إلى أن قضى متأثرا بجراحه. وقد نعاه سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، فيما لا يزال السائق فارا.

 - السفير -