لن تدخل المربية رنا الدندشي اليوم، كعادتها الى مدرسة الايمان الاسلامية في طرابلس. لن ينتظرها طلابها، وهي التي لطالما صادقتهم، إيمانا منها بأن العلاقة الجيدة بين المعلم والطالب تفي بالغرض في إيصال المعلومة بطريقة صحيحة.

أمس الأول، اجتاحت شاحنة محملة بالصخور سيارة الدندشي عند طلعة القلعة في محلة باب الحديد في طرابلس، كانت الاصابة بالغة، وأقوى من كل جهود الأطباء، ففارقت الحياة تاركة غصة في قلوب محبيها.

شاحنة كبيرة محملة بأطنان من الصخور تجوب في ساعات الذروة الشوارع الضيقة في المدينة القديمة، فتنقلب وتقتل وتجرح من دون حسيب ولا رقيب، بينما رجال الدرك غائبون، وإن وجدوا فللتفتيش فقط عن مخالفة بسيطة!

أما الشرطة البلدية، فحدث ولا حرج، باستثناء "هبات" على من يسعى ليحصل على "خبزه كفاف يومه" من أصحاب البسطات أو العربات.

رحلت رنا الدندشي، لكن دماءها ودماء أفراد عائلتها الجرحى الذين نجوا من الحادث الأليم باعجوبة، ستلاحق كل المسؤولين عن الاهمال والتقصير بحق طرابلس.

أمس، ودع طلاب مدرسة الايمان معلمتهم بأسى كبير، فيما نفذ ناشطون وقفة احتجاجية في مكان وقوع الحادث لمطالبة المسؤولين المعنيين بمنع سير الشاحنات ضمن المدينة.

(السفير)