منذ سنوات لم يعُد ممكناً تنكّر الاندية اللبنانية لتعاقداتها، وآخر مَن دفع ثمن عدم الالتزام بالعقود من قبل الأندية كان نادي «الحكمة»، الذي أصدرت محكمة التحكيم الرياضية الدولية (BAT) قرارها بمنعه من استقدام لاعبين أجانب بدءاً من تاريخ صدور القرار، وعلى مسار آخر أصدرت «المحكمة» الدولية الخاصة بموضوع المنشطات «WADA» قرارها في قضية اللاعبين أحمد إبراهيم وماريو عبود بإيقاف الأول سنتين والثاني أربع سنوات.
«الحكمة»
فقد بات الحكمة ممنوعاً من التعاقد مع لاعبين أجانب بعدما انقضت المهلة المحددة من قبل الـ«BAT» للتسديد، حيث نجح لاعب الفريق في الموسم قبل الماضي بكسب دعواه على إدارة النادي بإلزامها دفع مستحقاته المالية البالغة نحو 180 الف دولار.
وبما أن «المحكمة الدولية» كانت قد أنذرت «الحكمة» ومنحت إدارته فرصة لتسوية الأمور مع اللاعب اسطفان الذي مثل «الشانفيل» في الموسم الماضي وسيمثل «التضامن» في الموسم الجديد، وكان محامي الأخير على تواصل مع إدارة الفريق الأخضر لكن لم يتم التوصل الى أي تفاهم فانتهت المهلة وتمّ تثبيت قرار الإيقاف الدولي.
وقبل «الحكمة» كانت هناك قرارات مماثلة عدة عانت منها الأندية اللبنانية وتحديداً في كرة السلة، بدءاً من «الانترانيك» على خلفية دعوى رفعها بحقه اللاعب الياس مطران، بعد أن طالب اللاعب إدارة النادي بدفع مستحقاته المالية المتوجبة له في ذمتها، وهو قرار لا يزال سارياً الى اليوم، وربما يكون من الأسباب التي دعت الفريق الى عدم العمل للصعود الى الدرجة الاولى، والتي كان يتواجد فيها تاريخياً على مدى سنوات عديدة.
وبعد الانترانيك كان «الشانفيل» قد مرّ بالحال نفسها، ولكنه سوّى اموره وتم رفع الحظر، وكذلك التضامن في الموسم الماضي بعد ان رفع عدد من لاعبيه دعاوى بحق الادارة التي لم تفِ بتعهداتها تجاههم، واستغنت عن خدماتهم، ولم يتمكن الفريق من استبدال أجانبه الثلاثة طوال الموسم من الذين تعاقد معهم قبل صدور القرار الرسمي، وكذلك عملت ادارته على حل هذه المشكلة والتزمت تحت ضغط الإيقاف الدولي كي تتمكن من استقدام أجانب جدد للموسم المقبل.
تحرّك على الخط القديم
وبكل تأكيد لن يتمكن الفريق الأخضر من إبرام التعاقدات الجديدة، ولكنه بحسب ما يتم تسريبه يمكن للفريق التعاقد مع اللاعبين الذين وقعوا معه قبل صدور القرار، او من الذين لعبوا معه في الموسم الماضي، ومنهم تيريل ستوغلين الذي سيستمرّ مع «الحكمة» بحسب العقد القديم، كما يمكن له استقدام النيجيري اكيني ايبكوي والأميركي ديماريوس بولدز الذين أنهى بهما الموسم الماضي، او التعاقد مع لاعبين سبق لهم اللعب في الموسم الماضي في لبنان مع أندية غير «الحكمة»، ممن لا يحتاجون شهادات انتقال دولية، ولكن بالتأكيد يحتاجون الى كتب استغناء من أنديتهم، وهو ما يتم الاتجاه اليه في الوقت الحالي ريثما يتم العمل على حل مشكلة الإيقاف، وتسوية الامور مع ايلي اسطفان، لكون ايبكوي وبولدز مرتبطين مع ناديين جديدين.
الاتجاه المؤقت
وبحسب المعلومات فإن «الحكمة» والى جانب ستوغلين، طلب اذناً من فريق «التضامن» الزوق من أجل استقدام اللاعب الصربي فلادان فوكوسافليفيتش الذي لعب في الموسم الماضي مع الفريق الزوقي ولم يتمّ التجديد له، كما طلب اذناً من النادي «الرياضي» لاستقدام اللاعب الأميركي جيرمايا ماسي الذي لعب للفريق الأصفر في الموسم الماضي ولم يتمّ التجديد له، وكلاهما غير متعاقد مع أي نادٍ حالياً.
وبخصوص ملف اللاعبين احمد ابراهيم وماريو عبود، في اتصال مع محامي الاول جان حشاش، اكد أن احمد ابراهيم كان ضحية تشدد لجنة مكافحة المنشطات عالمياً هذا العام، اي بعد ما تشهده الساحة الدولية من كشف منشطات سبقت اولمبياد ريو دي جانيرو، ومعاقبة روسيا التي كانت تغطي تنشُّط رياضييها بشكل ممنهج.
وأكد المحامي حشاش ان هذا التشدد لم يراع حالة احمد ابراهيم التي لم تكن بقصد تحسين أدائه الرياضي، حيث تناول الـ «ماريغوانا» وهي سجائر من الحشيش لم يُدمن عليها اللاعب وكان واضحاً في فحصه ولكنه تناولها لسبب ما، وصادف أنها كانت في فترة الكشف».
المحامي حشاش كشف أن تناول «الماريغوانا» عقوبتها القصوى قبل 2016 كانت سنتين، واليوم أصبحت اربع سنوات، وفي حالة ابراهيم فبإمكانه طلب استئناف، حيث يمكن تخفيض العقوبة.
وبخصوص ماريو عبود فإن المعلومات تؤكد ايضاً ان دواء لمرضى الضغط يتناوله اللاعب الذي كان في الموسم الماضي مع «المتحد» طرابلس، وهذا الدواء يتضمّن مادة ممنوعة تعتبرها الـ«وادا» مادة منشطة، ولم يصرّح عنها عبود، لا للاتحاد اللبناني لكرة السلة ولجنته الطبية ولا للجنة مكافحة المنشطات، فتم إيقافه اربع سنوات، ويمكنه أيضاً تقديم استئناف لتخفيف الحكم.