خابت آمال كثيرين كانوا ينتظرون اللحظة المواتية للانقضاض على مسابقة ملكة جمال لبنان للعام 2016 ومصداقيتها. لم تحصد "ربى دكاش" اللقب (اسمها تسرّب قبل أيام). الصبية لم تتأهل حتى الى المرحلة النهائية التي جمعت خمس "ملكات". هذه المرّة، لم تسجّل أي فضيحة تضحى مادة دسمة تسيّل حبر الأقلام على مدى أيام بعد الحفل.

ما إن بدأت السهرة "الانتخابية" التي نقلتها LBCI مباشرة من مسرح كازينو لبنان، حتى "اشتعلت" مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات والآراء. لجان التحكيم في كلّ منزل، وأغلبيتها أجمعت على قرار منح "تاج الشرف" لمقدمة الحفل "ايميه صيّاح". أناقة ورقيّ وحضور وسحر عينين ينافس قامة ممشوقة تليق بها أشعار "نزارية". أحسن القيّمون الاختيار، وتفوّقوا حينما كللوا مسابقة الجمال برومنسية وائل كفوري. كان ينقص قلوب المتسابقات خفقاناً إضافياً وسؤالاً من حنجرة تفيض حبّاً: "كيفك يا وجعي؟"!

"ترايسي رزق الله"، هتف باسمها كثيرون على "السوشيل ميديا". الطول ( 1:76 سنتم) يخفف قليلاً من خيبة أمل تسبب به قبول مشتركات لا يتعدى طولّ بعضهنّ 1:65 سنتم! أين مقاييس الجمال العالمية؟!

على غرار الأعوام السابقة، تردد أن "الصبايا تتشابهن". كان لافتاً غياب الشعر الأشقر هذا "الموسم". لكن عموماً، كان ثمة إجماع على أن ملامح الجمال الخارجي حاضرة.

"تحف" المصمم اللبناني العالمي زهير مراد سحرت الجميع المتشوّق لفقرة الإجابات "المتحفة". خابت الآمال مجدداً، لكن هذه المرّة إيجابياً. "الملكات" نجحن في إظهار الجمال الداخلي والفكري، على رغم الارتباك والتعثر. ليس سهلاً الوقوف أمام لجنة تحكيم وجمهور وملايين، وصوغ جملة واضحة وعميقة وقادرة على اصابة الهدف. أحلى الأسئلة من رزان جمّال:"اذا فيكي تردي اي شخص ميت للحياة، مين بكون وليش؟"، تقابله إجابة عفوية لعلها الأجمل والأكثر منطقية في عصر الموت والبغض والعنف. تجيب "ميشيل حجل": "الأم تيريزيا لأنها نشرت السلام والمحبة في كل العالم ونحنا بحاجة لهيك شخص عنا بلبنان".

المرحلة النهائية تجمع خمس متسابقات. دقات القلوب تتسارع، والتغريدات تتكاثر. السؤال الموّحد صعب مع أنه ما انفكّ يشغل بال اللبنانيين منذ أكثر من سنتين. "اقترب على ما يبدو انهاء الفراغ برئاسة الجمهورية، لو كنت محل الرئيس الجديد بشو بتبلشي وليه؟". في لبنان، تحضر السياسة في حفل الجمال، وهذا أمر طبيعي وبديهي. لكن ما عساها مواطنة لبنانية تعيش في دولة كلّ ما يحصل فيها غير طبيعي، من فساد، وضرب للدستور وتناقضات في تفسيره، ومحاصصة وطائفية...أن تجيب، ومن أين تبدأ؟! أزمة النفايات تحضر في أغلبية "الفرضيات". تتعثر المشتركة "هالة مرعب" وترتبك. كما خانها النطق الصحيح (استكرار واكتساد)، تخونها القدرة على التعبير وإيصال فكرتها بوضوح:"ببلش بالزبالة قيما من الشوارع لي عم تسبب أمراض وآخذن على المستشفيات..."! الصبية كانت تقصد أن الزبالة تسبب أمراضاً تودي باللبنانيين الى المستشفيات، لكنّ ما سقط سهواً من مفردات، سيُسقط المسكينة ضحية هشام حداد وعادل كرم وبيار رباط وغيرهم! لم يرحمها أصلاً جمهور العالم الافتراضي الذي استذكر مشترك في مسابقة ملك جمال لبنان وزّع النفايات على المنازل!

تحين اللحظة الحاسمة. هل تكون "ترايسي" الملكة؟ لا، بل الوصيفة الثالثة. تحصد ماري- بيل طربيه لقب الوصيفة الأولى، وأندريا هيكل الوصيفة الثانية، وهلا مرعب الوصيفة الرابعة. اسم ملكة جمال لبنان لعام 2016: ساندي تابت. خابت آمال كثيرين. "بايامنا هيدي بطل في انسان بشع كل الناس عم تعمل عمليات تجميل وعم تتحلى، بختار الحياة الطويلة لأنو "الحياة حلوة بس نفهمها". (اجابتها على سؤال أحد أعضاء لجنة التحكيم :"بين انو تكوني بشعة وتعيشي حياة طويلة أو تكوني ملكة جمال الكون وتعيشي حياة قصيرة، شو بتختاري؟). العمر الطويل يا ساندي، وسنة مع "التاج" نتمناها حلوة وناجحة في تحقيق مشروع دعم الاطفال الذين يعانون من التوّحد، التأخر في النطق والصعوبات التعلمية!

 

لبنان 24