مرة جديدة، يحين موعد أحد الاحتفالات الأكثر إثارة للجدل وهو الهالوين (Halloween) الذي تعود أصوله الى حوالي ألفي سنة الى قبائل Celts أو الكلت. أما اليوم فيحتفل به في عدة بلدان غربيّة مثل الولايات المتحدة الأميركيّة وبريطانيا وكندا وإيرلندا في 31 تشرين الأول من كل عام .

هالوين هي لفظة مرخمة لـ All Hallows’ Eve، ما معناه "عشية عيد جميع القديسين"، كما ورد على موقع ويكيبيديا، وكجزء من التقاليد السائدة تحتفل مختلف الثقافات والأديان بالهالوين، ويقوم الناس بتزيين البيوت والشوارع باليقطين المزخرف والمضاء والألعاب المرعبة والساخرة. ويتنكر الجميع من كبار وصغار لكي لا تعرفهم الأرواح الشريرة حيث تقول الأسطورة بأن كل الأرواح تعود في هذه الليلة من البرزخ إلى الأرض وتسود وتموج حتى الصباح التالي. ويتنقل الأطفال من بيت لآخر وبحوزتهم أكياس وسلال لملئها بالشوكولا والحلوى في طقس يعرف باسم خدعة أم حلوى Trick or Treat، ومن لا يعطي الأولاد المتنكرين الشوكولا وحلوى "تغضب منه الأرواح الشريرة".

وأصبح الاحتفال بالهالوين في لبنان خلال السنوات الأخيرة على "الموضة" ومناسبة تجارية يتنافس خلالها أصحاب المحلات لجذب فئة الشباب. كما يسود اعتقاد خاطئ أن الهالوين هو نفسه عيد جميع القديسين (1 تشرين الثاني) وعيد البربارة (4 كانون الأول) ، الا أن هذه الأعياد لا تمتّ لبعضها بصلة، نظرا لاختلاف أصولها الدينية والتاريخية لذا لا يجوز الخلط بينها حتى أن البابا فرنسيس وصف الهالوين بـ"عيد الشيطان".

وفي اتصال مع "لبنان 24" شدد مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم على أن "الهالوين ليس عيد جميع القديسين كما يحاول أن يحلل البعض فهذه خدعة"، لافتا الى أن "البابا فرنسيس وصفه خلال احدى لقاءاته بعيد الشيطان فهو يرتكز على استحضار إله الموت".

وأضاف أبو كسم: "هذه العادات موجودة بالفعل عند الشعب السلتي الذي يعتقد ان أرواح الموتى تدور في الارض وتزور البيوت ليلة 31 تشرين الأول من كل عام. وبهدف ارضاء هذه الارواح يقدمون لها تقدمات، لذا ليلة العيد يقومون بزيارات البيوت وجمع النقود، حتى أنهم قديماً كانوا يقدمون تقدمات بشرية".

واستشهد أبو كسم بحديث للبابا فرنسيس وقال: "نحن من خلصنا المسيح كيف نستطيع أن نحتفل بـ "عيد الشيطان" فالمسيح جاء وحررنا من الخطيئة والشيطان والروح الشريرة، اذاً ممارستنا لهذه الطقوس الشيطانية ليس مقبولا".

وتابع: "المسيحيون كفروا بالشيطان من خلال المعمودية، فمن لبس المسيح لا يستطيع أن يرتدي ثوبا آخر".

من جهة أخرى، أوضح أبو كسم أن "الكنيسة تحتفل بعيد جميع القديسين في 1 تشرين الثاني من كل عام وتستذكر في هذا العيد جميع الناس الذين عاشوا برائحة القداسة وتصلي لهم أن يقبل الله نفوسهم في الملكوت السماوي".

ولفت الى أن "هذا العيد يختلف عن عيد البربارة ايضا الذي يتحدث عن القديسة بربارة التي اضطرت أن تتنكر لتهرب بهدف الاختباء من والدها الذي أمر بقتلها".

وختم أبو كسم واصفاً محاولة تشبيه الهالوين بعيد جميع القديسين والبربارة بالطريقة الخبيثة التي يحاولون من خلالها جذب وخداع الناس، معتبراً أننا "نملك وجها واحدا هو وجه يسوع المسيح وجه الرحمة والطهارة والحقيقة، لذا علينا أن نلبس هذا الوجه وأن لا نختبأ وأن نتلون بوحوه أخرى".

 

لبنان 24