قال الصحفي الإيراني البارز مهدي تاجيك إن الدعاية التي أطلقتها بلاده للقتال في سوريا استقطبت المتطرفين الذين أغرتهم لافتات الدفاع عن مقام السيدة زينب بالإضافة للقوميين الحاقدين على العرب والذين ظنوا أنها حرب فارسية ضد العرب.

وأوضح تاجيك أن الذين ذهبوا للدفاع عن مزارات الشيعة بسوريا برروا تواجدهم العسكري بسوريا تحت ذريعة الدفاع عن مقام السيدة زينب ولكن تحول الدفاع عن مزار السيدة زينب بعدها إلى استراتيجية لمنع إنهيار نظام بشار الأسد في سوريا 

ورأى أن النظام الإيراني "مارس الخداع" على شعبه حين نفى حضوره في سوريا ثم انتقل للحديث عن مستشارين عسكريين لكن صور الأسلحة والمشاركة العسكرية بدأت تظهر لاحقا ليزعم أخيرا أن هدف التواجد هو الدفاع عن إيران.

وأشار إلى أن سياسة إيران تحولت بصورة دراماتيكية خلال سنوات تدخلها في سوريا وغيرت عداءها التقليدي من الولايات المتحدة وإسرائيل إلى السعودية التي أصبحت العدو الجديد.

ولفت تاجيك أن معظم الذين كانوا يتحدثون عن محاربة إسرائيل وأمريكا يتفاخرون الآن بالحديث عن عدائهم للسعودية ويتحدثون عن أهدافهم لتدمير السعودية مشيرا إلى أن المشاركة بالحرب في سوريا هو ليس من أجل إنقاذ الأسد بل هو شكل من أشكال المواجهة مع السعودية وحلفائها بالمنطقة.

وقال إن نظام بلاده خلق أجواء تمنع على أي شخص انتقاد التدخل العسكري بسوريا وإذا ما برزت أصوات تنتقد الوجود العسكري في سوريا تكون الذريعة "أننا إذا لم نحارب تنظيم الدولة بسوريا فعلينا أن نستعد لمكافحته في طهران".

وأوضح أن هذه الرواية تقنع "الخائفين" من التنظيم بكل سهولة ولذلك تم حشد المنطقة خلف هذا التوجه للمشاركة في الحرب لدعم النظام بسوريا.

ولفت إلى أن بلاده استطاعت تحويل تهديد تنظيم الدولة إلى فرصة لإضفاء الشرعية على عملياتها العسكرية العابرة للحدود مشيرا إلى أنه كان من المستحيل خلال السنوات الماضية تخيل أن يحصل كل هذا التوسع العسكري لإيران في المنطقة.

وأضاف: "وجدت إيران في تدخلها العسكري الإقليمي العديد من المشجعين حتى الذين ينتقدون السياسة الإيرانية داخل إيران وخارجها وأصبح ينظر إليه على أنه تدخل مشروع".

وشدد على أن هذا "الاستنزاف" الاقتصادي والبشري المرتبط في هذه الحرب يتم دون مراجعة كما أن الأركان الإيرانية لم تقدم تقريرا عسكريا واحدا عن عملياتها في سوريا أمام الإعلام و الشعب الإيراني بينما تقام الندوات والمؤتمرات لتكريم قتلى هذه القوات بسوريا .

ويرى مراقبون للشأن الإيراني بأن الشارع الإيراني كان يأمل بعد رفع العقوبات الإقتصادية واستلام أموال طائلة من واشنطن أن تستثمر هذه الأموال لتحسين معيشة الإيرانيين الذين دفعوا ثمن العقوبات الإقتصادية على بلادهم بسبب برنامجها النووي.

 لكن إستمرار الاستنزاف الإقتصادي في سوريا واليمن ولبنان وعدم حدوث تغيير ملموس في اقتصاد البلاد دفع العديد من النخب الإيرانية لانتقاد دعم إيران لنظام الأسد بسوريا.

وعلى صعيد سيطرة الجنرال قاسم سليماني على سياسة إيران الإقليمية يقول الصحفي الإيراني إنه "كان من المفترض أن يحد روحاني من دور المؤسسات العسكرية في عملية صنع القرار في السياسة الخارجية الإيرانية لكن حتى الآن العسكريون هم من يحددون الاستراتيجية الإقليمية على حد قوله.

ورأى أن سليماني أن فعالية في المعادلة الإقليمية من جواد ظريف وليس أمام وزارة الخارجية من خيار سوى الموافقة على إستراتيجية الحرس الثوري واللحاق بها في ملفات المنطقة.

 

 

عربي21- محمد مجيد الأحوازي