سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على الاستراتيجية الأميركية المتبعة في معركة الموصل، التي انطلقت فجر أمس الاثنين، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة لا تريد أن تكون صاحبة القيادة والدور الكبير، وأن منهج الرئيس باراك أوباما هو "القيادة من الخلف"، معتبرة أن معركة الموصل تمثل اختباراً لتلك الاستراتيجية، خاصة أن الأمر لن يتوقف على تحرير المدينة وحسب، فثمة أيضاً المرحلة التي ستلي ذلك، والتي تتمثل بإعادة إعمار المدينة.


وبحسب البيت الأبيض فإنه وبناء على إصرار الرئيس الأميركي باراك أوباما في أن يتولى العراقيون زمام المبادرة في معركة الموصل، فإن الولايات المتحدة دفعت بـ 5 آلاف جندي لمساعدة القوات العراقية بمعركة الموصل والتي يشارك فيها قرابة 30 ألف مقاتل عراقي وكردي.

نحو 200-300 من قوات الكوماندوس الأمريكية تشارك في عمليات الموصل، وتقدم المشورة للقوات العراقية والكردية، إذ تقف هذه القوات على بعد بضعة أميال وراء خطوط الجبهة، حيث يجري التواصل مع القوات العراقية بواسطة إذاعة داخلية.

وبحسب الجنرال ستيفن تاونسند، القائد الأميركي المسؤول عن قوات التحالف في العراق وسوريا، فإن القوات الأميركية قدمت كثيراً من النصح للقوات العراقية خلال سير معارك اليوم الأول.

من جهته، أكد السكرتير الصحفي في البيت الأبيض، جوش أرنست، أن القوات الأميركية في العراق موجودة لمشاركة العراقيين المعارك، مؤكداً أن لا أحد يمكنه التقليل من الأخطار التي قد يتعرض لها الجيش الأميركي في العراق، مبيناً أن القوات الأميركية ساعدت العراقيين على استتباب الأمن في اثنتين من المدن التي سبق لتنظيم الدولة أن احتلها؛ الرمادي وتكريت.

وتابع: "أود أن أقول للعراقيين إن عليهم القيام بذلك، وإن دور الولايات المتحدة يجب أن يكون أصغر".

وتعد الموصل أكبر النماذج على عزم إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في مكافحة الإرهاب، خاصة أن هذه المدينة شكلت انتكاسة كبيرة لبرنامج واشنطن في تدريب القوات العراقية، فبعد إنفاق ما يقارب 25 مليار دولار أميركي لتسليح وتجهيز وتدريب القوات العراقية، فإن هذه القوات انسحبت من الموصل ثاني أكبر مدن العراق، في تموز من العام 2014، لتسقط بيد تنظيم الدولة.

وسخر نقاد أميركيون من نهج الرئيس باراك أوباما "القيادة من الخلف"، إلا أن مسؤولين أكدوا أن معركة الموصل في حال نجحت فإنها يمكن أن تشكل نقطة تحسب للرئيس.

وبحسب فيليب غوردون، المنسق السابق للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، فإن أوباما عندما يترك منصبه سيكون السؤال الأساس: هل هزم داعش؟ هل دمر هذا التنظيم؟ هذا السؤال ونتيجته هو ما سيكون الحكم على سياسة أوباما.

بيتر كوك، السكرتير الصحفي في البنتاغون، قال إنه من السابق لأوانه الحديث عن أن القوات الأميركية سترافق القوات العراقية والكردية للدخول إلى الموصل أو لا، مبيناً أن القوات الأميركية تقف على مشارف المدينة، وهي حالياً في الخطوط الأمامية.

(نيويورك تايمزـ الخليج اونلاين)