هل تعلم أن المعطرات التي تستخدم لتنعش المنزل بروائح شبيهه بالطبيعية قد تؤدي إلى أضرار خطيرة؟

فالمواد الكيميائية الموجودة في المستحضرات المنزلية المعدة لإنتاج روائح تحاكي الروائح الطبيعية قد تؤدي لتفاقم حالات الحساسية، وتزيد الأمر سوءاً حال التعرض لمستويات عالية منها، وذلك بحسب ما نشرته جريدة Time الأميركية.

إذ أوضحت دراسة أجراها باحثون أميركيون أن الإنزيمات الموجودة داخل المواد الكيميائية الخاصة بالمنتجات المنزلية المعدلة باستخدام الهندسة الوراثية لتحاكي الروائح والنكهات الطبيعية، قد تساهم في تغيير خصائص تلك المستحضرات بطريقة ما تجعل الإنسان أكثر عرضة لحدوث الحساسية.

وأجرى الباحثون اختباراتهم على مجموعة من العاملين الذين يتعرضون بسبب وظيفتهم لهذه الأنزيمات مثل العمال الذين يعملون في تصنيع وتجهيز الأغذية، وذلك بغرض قياس تأثير هذه المواد الكيميائية وعلاقتها بالحساسية.

وكشفت النتائج أن حوالي ربع العاملين الذين كان يقدر عددهم بنحو 800 شخص كونت أجسادهم أجساماً مضادة كرد فعل للتعرض للإنزيمات المعدلة وراثياً، كما أظهرت التجارب أن حوالي ثلث الموظفين قد ظهرت عليهم أعراض الربو أو التهاب الأنف.

حيث تبين أن أنزيم “ألفا أميليز” الذي يوجد بالمطهرات ومستحضرات التنظيف كان هو المسؤول عن إحداث أكبر التأثيرات المثيرة للحساسية لدى العمال مقارنة  بالمواد الأخرى.

وأكد التقرير أن حوالي 45% من العمال الذين تعرضوا لـ”ألفا أميليز” تكونت لديهم أجسام مضادة كرد فعل للحساسية الناجمة عن الأنزيم.

بينما ذكرت الدراسة أن الأنزيمات المعدلة وراثيا شهدت أخيرا رواجا ملحوظاً في معدلات استخدامها في الصناعة، نظراً للإقبال المتزايد على إنتاج روائح ونكهات “طبيعية” بالمنتجات المنزلية مثل المنظفات والعطور والمستحضرات الطبية التي تباع بالصيدليات.

وأكد القائمون على الدراسة أن استحداث وسائل جديدة وفعالة لحماية العمال من هذه الكيماويات الضارة قد يساعد على حل المشكلة، ولكن في الوقت نفسه سيظل بعض العمال يتعرضون لهذه المخاطر.

من جانبهم، قال القائمون على الدراسة: “بدون شك يعد الاهتمام بالممارسات الصحية الجيدة المتعلقة بالعمال من أكثر الاستراتيجيات فعالية في السيطرة على هذه المخاطر، لكن علينا أن ندرك أيضاً أن استحداث أنزيمات جديدة قد يساهم في رفع فرص الإصابة بالحساسية”.