انطلقت الانتخابات الطلابية وبدأت معها رياح الأحزاب والأصوات والبرامج الانتخابية في كل الجامعات اللبنانية الرسمية والخاصة. ونخص في حديثنا لهذا اليوم إنتخابات الجامعة الأميركية في بيروت التي غيرت بعض الطرق التي كانت تُعتمد في السنوات الماضية.

تسعة آلاف طالب في الجامعة الأميركية في بيروت سيقومون هذا الثلاثاء الموافق ل ١٨ تشرين الاول بانتخاب ممثليهم في الحكومة الطالبية المؤلفة من ١٩ مقعدًا تمثيليًّا لـستة كليات تتوزع مقاعدها على الشكل التالي: خمسة مقاعد لكلية الفنون والعلوم، وخمسة مقاعد لكلية الهندسة، وثلاثة مقاعد لكلية إدارة الأعمال، ومقعدين لكلية الطب، ومقعدين لكلية الزراعة، ومقعدين لكلية العلوم الصحية. 

وقد عرفنا من مصدر خاص لموقعنا من مكتب رئيس الجامعة الأميركية بأنها ستعتمد نظام الانتخاب النسبي في الإنتخابات الطلابية في الجامعة ليكون نموذجًا للشباب ومثالًا يتلاءم مع تنوع لبنان وخصوصيته بكثرة طوائفه ومواطنيه.

ولا شك أن النسبية التي سيطبقها الطلاب في الإنتخابات الجامعية هذا الثلاثاء هي الفرصة الأمثل ليحصل كل واحد على حصته في الحكومة الطالبية المرتقبة.
كما إن ما يحصل في الجامعة الأميركية، يؤكد أن ما تصبو إليه من خلال هذا النظام النسبي هو تعويد هذه النخبة من طلابها الجامعيين وتحضيرِها إلى قانون النسبية قبل أن يشهد ولادته في قانون الانتخاب اللبناني.

و أكدت لنا مصادر أخرى في الجامعة  أن النظام الإنتخابي الذي تبنته الجامعة الأميركية في الأعوام الماضية كان يقوم إلى حد ما على فوز الأكثرية في صناديق الإقتراع وهذا يكاد يكون مماثلًا لنظام الانتخابات اللبنانية الذي أثبت فشله في الأعوام الأخيرة الماضية في لبنان.
 وقد أشير إلى أن العملية الإنتخابية التي تقوم على فوز الأكثرية لا تضمن مسارًا ديمقراطيًّا لصوت الناخب، على العكس فإننا دائما ما نجد تباينًا في الرأي، فهناك بعض الطلاب يشاطرون النظام الإنتخابي الجديد الذي يضمن لهم فرصًا بما أنهم من المستقلين بينما البعض الاخر لا يريد التجديد لأنه يرى في ذلك أن الانتخابات لن تكون لصالحه.
إن هذا النظام الانتخابي الجديد سيعزز الشراكة بين الطلاب وهو نموذج مهم لتطبيقه في لبنان. لعل هذا النظام يخفف من نسبة التشنج في الجامعة ويمهد إلى جو ديمقراطي وهادىء بعد إعلان الإنتخابات وهذا ما نطمح إليه في الجامعة.
وهذا أمر يوحي بتبني النخب والأكاديميات مبدأ النسبية الذي يضمن عدالة وشراكة في التمثيل بعيدًا عن الاقصاء.
ولا شك أن القيمين على الجامعة درسوا بتأنٍّ كبيرٍ هذا الخيار وإتخذوا قراراً عن قناعة تامة في تبني نظام النسبية في الإقتراع.
مما لا شكّ فيه أنه إذا طبق هذا النظام في الإنتخابات المقبلة في لبنان سينجح أكثر لأنه يتلاءم مع نموذج لبنان وتنوعه في المناطق وفي البنية الديمغرافية للسكان.
 
وكي لا ننسى فإن نسبة الطلاب العرب والأجانب في الجامعة الأميركية تبلغ حوالي ١١٪  أي ما يقارب ٥٠٠ طالب من الأردن، وفلسطين وسوريا عدا عن دول اوروبية وأميركية أخرى. ولا يمكن أن يراهَنُ على هذه الأصوات لأنها منقسمة في ما بينها إلى مجموعات صغيرة ولا تتوافق على خيار واحد في الإنتخابات.
لذلك ما علينا إلا أن ننتظر لنرى النتائج هذا الثلاثاء ونرصد عن قرب مفاعيل هذا النظام الانتخابي الجديد آملين أن نرى التجدد ونبذ الحقد والتعصب. فحبذا لو نجد أنظمة نصل و نرتقي من خلالها. ألسنا بعيدين كل البعد عن هذا الرقي؟